وقد يتمّم
دلالتهما بنقلهم عليهمالسلام مع التقرير عليه.
وفيه ما فيه ، إذ
ليس هاهنا موضع التقرير ولا حجيته.
ويؤيّد المطلوب بل
يثبته : قولهم عليهمالسلام : « لكل امرئ ما نوى » و « إنّما الأعمال بالنيّات » [١] فيصل القاصد بذلك
تمسّكه بمن له مرتبة الشفاعة وله بمن توسّل به العناية ، إلى ما قصده ونواه ، وهل
يتوسّل العبد إلاّ بمولاة؟
بل يدلّ على
المطلوب أتمّ دلالة ، ويبيّنه كتبيان النور على الطور : ما ورد في الروايات
المعتبرة المتواترة المملوءة منها كتب المزار في الزيارات المتكثّرة ـ خصوصا
الواردتين عن الرضا والهادي عليهماالسلام[٢] ـ القائلة بنحو قوله : وأمن من لجأ إليكم ، وفاز من تمسّك
بكم ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، ومن أتاكم فقد نجا. وقوله : وأشهد أنّ
المتوسّل بكم غير خائب ، وأنّ من وصل حبله بحبلكم فقد وصل بالعروة الوثقى ، إلى
غير ذلك ممّا مليء منه الكتب.
وأيّ لجأ وتمسّك
واعتصام وتوسّل ووصل أعلى وآكد وأظهر وأشدّ من طرح الجسم في فناهم ، وإلقاء القالب
في حماهم ، وتعفير الخدود في سددهم السنية ، ووضع الرؤوس على أعتابهم العليّة ، بل
الظاهر أنّ أهل العرف يعدّون ذلك أعلى أصناف الالتجاء والتمسّك ، وأقصى مراتب
الاعتصام والتوسّل. رزقنا الله سبحانه التوسّد في ترابهم ، وعفر وجوهنا في
أعتابهم.
وبما ذكرنا كلّه
تخصّص عمومات المنع ، بل لا اعتبار بها عند ما ذكر أصلا.
ثمَّ بعض ما تقدم
وإن كان مختصا بصورة وصية الميت ، إلاّ أنّ كثيرا منها أعم ، ومنها حديث التوسّل
والاعتصام.
بل ممّا ذكر يظهر
عدم استثناء صورة خوف انفجار الميت وتقطّعه لبعد