ولو بات وأخلّ
بالنيّة عمدا أثم ، كذا قيل [١] ، ولعلّ المراد : الإثم لقصد المخالفة أو الاستخفاف ، لا
لترك البيتوتة ، لحصولها قطعا. وعلى هذا فلا يلزم عليه فداء ، لأنّه مرتّب على ترك
البيتوتة ، وهي غير متحقّقة.
المسألة
الثانية : لو ترك
البيتوتة بمنى كان عليه الفداء دم شاة ، بالإجماع المحكيّ عن الخلاف والغنية
والمنتهى وفي المفاتيح وشرحه [٢] ، للمستفيضة من النصوص ، كصحيحة ابن عمّار المتقدّمة.
وصفوان : قال :
قال أبو الحسن عليهالسلام : « سألني بعضهم عن رجل بات ليلة من ليالي منى بمكّة ،
فقلت : لا أدري » ، فقلت له : جعلت فداك ، ما تقول فيها؟ قال : « عليه دم إذا بات
» ، فقلت : إن كان حبسه شأنه الذي كان فيه من طوافه وسعيه لم يكن لنوم ولا لذّة ،
أعليه مثل ما على هذا؟ قال : « ليس هذا بمنزلة هذا ، وما أحبّ له أن ينشقّ الفجر
إلاّ وهو بمنى » [٣].
وعلي : عن رجل بات
بمكّة في ليالي منى حتى أصبح ، قال : « إن كان أتاها نهارا فبات فيها حتى أصبح
فعليه دم يهريقه » [٤].
وجميل : « من زار
فنام في الطريق ، فإن بات بمكّة فعليه دم ، وإن كان