وغيرهم [١] ـ على أنّ
الإحصار هو : الحبس للمرض ، ونقله في تفسير العالم عن أهل العراق ، وعن كلام
العرب.
وأنّ الحصر هو :
الحبس للعدو ، وصرّح بهذه التفرقة أبو عبيدة والكسائي وصاحبا المجمع والكشّاف [٢].
فالصدّ هو المرادف
للحصر عند أكثر اللغويين دون الإحصار.
وكيف كان ، فلا
فائدة في نقل كلام أهل اللغة ، إذ لا ريب في المغايرة بين الصدّ وبين الحصر ، وأنّ
المعنى ما ذكره أصحابنا ، للنصّ الصحيح من أهل العصمة سلام الله عليهم.
وتظهر الفائدة
فيما يترتّب على اللفظين من الأحكام ، فإنّهما وإن اشتركا في ثبوت أصل التحلّل
بهما في الجملة ، ولكنّهما يفترقان في بعض الأحكام من عموم التحلّل وعدمه ، ومكان
ذبح هدي التحلّل ، وغير ذلك.
ولو اجتمع الإحصار
والصدّ على المكلّف ـ بأن يمرض ويصدّه العدو ـ يتخيّر في أخذ حكم ما شاء منهما ،
وأخذ الأخفّ ( من أحكامهم ) [٣] ، لصدق الوصفين الموجب للأخذ بالحكم ، سواء عرضا دفعة أو
متعاقبين ، وفاقا لجماعة [٤] ، وسيأتي تحقيقه.