[١] لعموم ولاية
الحاكم لمن لا ولي له. وإطلاق نصوص التصدق وإن كان يقتضي الولاية لذي اليد ، لكن
يحتمل ـ كما في كلام شيخنا الأعظم (ره) ـ أن يكون المراد منها بيان كيفية التصرف ،
نظير ما ورد في بعض ما هو وظيفة الحاكم من إقامة البينة والإحلاف وغيرهما. أو أن
الأمر بالتصدق إذن من الامام (ع) به ، لا بيان الحكم الشرعي ، ولو بقرينة خبر داود بن أبي يزيد عن أبي عبد الله (ع)
: « إني قد أصبت مالا ، وإني خفت منه على
نفسي ، فلو أصبت صاحبه دفعته اليه وتخلصت منه.
فقال أبو عبد الله (ع) : لو أصبته كنت
دفعته اليه؟ فقال : إي والله ، فقال (ع) : فلا والله ما له صاحب غيري. فاستحلفه أن
يدفعه إلى من يأمره. قال : فحلف. قال : فاذهب وقسمه في إخوانك ، ولك الأمن مما
خفت. قال : فقسمه بين إخوانه » [١].
فإن قوله (ع) : «
ما له صاحب غيري » وإن كان ظاهراً في
أنه هو المالك الحقيقي الذي لا يعرفه السائل ، إلا أن أمره (ع) بالتصدق ، وقوله (ع)
: « ولك الأمن مما خفت » ظاهر في أن ذلك حكم للمال ، يأمن لأجله من تبعة عدم إيصاله
إلى أهله ، فيكون المراد من كونه صاحبه أنه له ولاية المال المذكور. لا أقل من
لزوم حمله على ذلك ، بقرينة ما ورد من الأمر بالتصدق بالمال الذي لا يعرف صاحبه في
النصوص الكثيرة. وهذا المعنى أولى من حمله على أنه مال الامام ، وحكمه التصدق به
عن الامام لا عن صاحبه.
[٢] كما في
الجواهر ، حاكياً التصريح به عن جماعة. والظاهر أنه