نام کتاب : مستمسك العروة الوثقى نویسنده : الحكيم، السيد محسن جلد : 14 صفحه : 500
إلا أنه كان بحيث
لو كان حاضراً حال العقد كان راضياً لا يلزم العقد عليه بدون الإجازة. بل لو كان
حاضراً حال العقد وراضياً به ، إلا أنه لم يصدر منه قول ولا فعل يدل على رضاه ،
فالظاهر أنه من الفضولي [١] ، فله أن لا يجيز.
[١] كما نسبه
شيخنا الأعظم إلى ظاهر الأصحاب. لكنه قوى الاكتفاء بالرضا في صحة العقد ، وعدم
الحاجة الى الإجازة ، لعموم وجوب الوفاء بالعقود. لكن العموم غير ظاهر ، بل الظاهر
الاختصاص بالعاقدين الذين من شأنهم العقد ومن وظائفهم ، ولا يشمل غير العاقدين ،
ولا العاقدين الذين ليس من شأنهم العقد. نظير قوله تعالى (
وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ )[١] ، وقوله تعالى ( وَالْمُوفُونَ
بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا )[٢] ، فلا بد من كون العقد مضافاً الى المالك الأصيل ، والرضا
النفساني غير كاف في هذه النسبة ، بل لا بد إما من المباشرة ، أو التوكيل ، أو
الاذن بالعقد اللاحق ، أو الإجازة للعقد السابق. فالفرق بين الاذن والتوكيل وبين
الإجازة ـ مع اشتراكها في أنها مصححة للنسبة ـ أنهما يصححان نسبة العقد اللاحق ،
والإجازة تصحح نسبة العقد السابق. والرضا ليس من هذا القبيل ، فان كثيراً من
العقود الحاصلة بين المالكين محبوبة لكثير من غيرهم ، لحصول الأغراض لهم بذلك ،
ولا تكون منسوبة لهم بمجرد الرضا.
ومن ذلك يظهر
الإشكال في الاستدلال بمثل قوله تعالى ( وَأَحَلَّ اللهُ
الْبَيْعَ )[٣] ، وقوله تعالى ( إِلاّ أَنْ تَكُونَ
تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ )[٤]