نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 8 صفحه : 500
و لو امتنع عن الإنفاق (1) أجبر على بيعه أو الإنفاق. و يستوي في ذلك القنّ و المدبّر و أم الولد.
و اللقمتين» [1] و الأكلة- بالضمّ- اللقمة [2]، و روّغها: إذا روّاها دسما [3].
و ربما ذهب بعضهم [4] إلى وجوب أحد الأمرين تخييرا، عملا بظاهر الأمر، مع كون الإجلاس أفضل. و الوجه أن ذلك على وجه الاستحباب ندبا إلى التواضع و مكارم الأخلاق. و الاستحباب فيمن عالج الطعام آكد، و رعاية هذا الخلق في حقّ الحاضرين أهمّ. و ليكن ما يناوله من اللقمة كبيرة تسدّ مسدّا، دون الصغيرة التي تهيج الشهوة و لا تقضي النهمة.
و اعلم أن نفقة الحيوان كنفقة القريب في أنها إمتاع لا تمليك، بل هنا أولى، لعدم قبوله الملك مطلقا على أصحّ الأقوال، فلا تصير دينا بتأخيرها، بل تسقط بمضيّ الزمان و إن فعل حراما. و لو دفع إليه الطعام ثمَّ أراد إبداله فله ذلك ما لم يتضمّن تأخير الأكل عن المعتاد.
قوله: «و لو امتنع عن الإنفاق. إلخ».
(1) إذا امتنع المولى من الإنفاق على المملوك مع قدرته عليه أجبره الحاكم على الإنفاق أو البيع. و إن لم يكن له مال و كان ذا كسب خيّره بين البيع و التكسّب و الإنفاق عليه إن و في الكسب. و مع التعذّر يتعيّن البيع إن لم يمكن الإنفاق عليه من بيت المال أو تبرّع به متبرّع أو من الزكاة و نحوها. و لو تعذّر البيع لعدم الراغب اجبر على الإنفاق عليه، لأن الواجب المخيّر إذا تعذّر بعض أفراده تعيّن الباقي، فلو لم يبق منه إلا فرد صار كالواجب المعيّن.