نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 8 صفحه : 430
فإن فقد الأبوان (1) فالحضانة لأب الأب، فإن عدم قيل: كانت الحضانة للأقارب، و ترتّبوا ترتّب الإرث نظرا إلى الآية[1]. و فيه تردّد.
قوله: «فإن فقد الأبوان. إلخ».
(1) اعلم أنه لا نصّ في مستحقّ الحضانة على الخصوص سوى الأبوين دون من عداهما من بقيّة الأجداد و الجدّات و الأقارب، فلذلك اختلف الأصحاب في حكمهم اختلافا كثيرا، فمنهم من عدّى الحكم [منهما] [2] إلى باقي الأقارب و الأرحام على ترتيب الإرث، لعموم قوله تعالى وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ[3] فإن الأولويّة تشمل الإرث و الحضانة و غيرهما. و لأن الولد مضطرّ إلى التربية و الحضانة، فلا بدّ في الحكمة من نصب قيّم بها، و القريب أولى بها من البعيد.
و على هذا فمع فقد الأبوين ينظر في الموجود من الأقارب، و يقدّر لو كان وارثا و يحكم له بحقّ الحضانة. ثمَّ إن اتّحد اختصّ، و إن تعدّد أقرع بينهم، لما في اشتراكها من الإضرار بالولد. و هذا القول هو المعتمد، و وراءه أقوال أخر:
منها: أنه مع فقد الأبوين تكون الحضانة لأب الأب مقدّما على غيره من الإخوة و الأجداد و الجدّات و إن شاركوه في الإرث. و هذا هو الذي قطع به المصنف، و العلامة في غير المختلف [4]، و جماعة منهم الشيخ في موضع من المبسوط [5]، حتى ابن إدريس [6] مع اقتصاره في الحضانة على الأبوين.
و وجهه: أن الجدّ للأب أب في الجملة، فيكون أولى من غيره من الأقارب.