نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 7 صفحه : 469
..........
مسلم عن الصادق (عليه السلام) في حديث آخره: «فإن اشترطا الميراث فهما على شرطهما» [1]. و حسنة أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا (عليه السلام): «قال:
تزويج المتعة نكاح بميراث، و نكاح بغير ميراث، إن اشترطت الميراث كان، و إن لم تشترط لم يكن» [2]. و هذا الحديث كما دلّ على ثبوت الإرث فيه مع شرطه دلّ على نفيه بدونه، فهو نصّ فيهما. و هو من أجود طرق الحسن، لأنّ فيه من غير الثقات إبراهيم بن هاشم القمّي، و هو جليل القدر، كثير العلم و الرواية، و لكن لم ينصّوا على توثيقه مع المدح الحسن فيه.
و بهذين الخبرين يجاب عن أدلّة الفريقين الأولين، لدلالتهما على كون اشتراط الميراث سائغا لازما، فيثبت به. و على أنّ أصل الزوجيّة لا يقتضيه، فتكون الآية [3] مخصوصة بهما، كما خصّصت في الزوجة الذمّية برواية: «أنّ الكافر لا يرث المسلم» [4]. و يظهر أن سببيّة الإرث مع اشتراطها تصير ثابتة بوضع الشارع، و إن كانت متوقّفة على أمر من قبل الوارث، كما لو أسلم الكافر.
و كذا يظهر جواب ما قيل: إنّه لا مقتضي للتوارث هنا إلّا الزوجيّة، و لا يقتضي ميراث الزوجيّة إلّا الآية، فإن اندرجت هذه في الزوجة في الآية ورثت و إن لم يشترط ثبوته، و بطل شرط نفيه. و إن لم يندرج في الزوجة في الآية لم يثبت بالشرط، لأنّه شرط توريث من ليس بوارث، و هو باطل.