نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 15 صفحه : 280
..........
و لا يخفى أن السند ليس بنقيّ، إلا أن الحكم لا رادّ له.
و في معنى الأعور خلقة من ذهبت إحدى عينيه بآفة من اللّه تعالى. و لو كان ذهابها بجناية أوجبت قودا أو دية فلا إشكال في الحكم، كما لو كان ذلك في المجنيّ عليه.
الثانية: لو انعكس ففقأ الصحيح عين الأعور خلقة أو بآفة من اللّه تعالى، فلا خلاف بين أصحابنا في ثبوت الدية عليه كاملة، أعني: دية النفس، لأنها جميع البصر إن وقع التراضي على الدية، أو قلنا إن الواجب أحد الأمرين: بل أطلق جماعة [1] تخيّر المجنيّ عليه بين أخذ الدية تامّة و القصاص.
فإذا اقتصّ من الصحيح فهل يجب على الصحيح أن يردّ على الأعور نصف دية النفس؟ قال الشيخ في النهاية [2] و أتباعه [3] و العلامة في المختلف [4]: نعم، لأنه أذهب جميع بصره و استوفى منه نصف البصر، فيبقى عليه دية النصف، و هو نصف الدية. و لرواية محمد بن قيس قال: «قال أبو جعفر (عليه السلام) قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل أعور أصيبت عينه الصحيحة ففقئت: أن تفقأ إحدى عيني صاحبه، و يعقل له نصف الدية، و إن شاء أخذ دية كاملة، و يعفا عن عين صاحبه» [5].