والاجتناب
مطلقا من الإحداث والإبقاء من جميع أنواعه أحوط ، كما يشعر به الرّواية : أنّ
الملك لا يدخل بيتا فيه صورة «كلب خ». [١]
قوله
، «والغناء» قيل : هو ـ بالمد ـ : «مدّ صوت الإنسان المشتمل على الترجيع المطرب»
الظّاهر أنّه لا خلاف حينئذ في تحريمه وتحريم الأجرة عليه ، وتعلّمه ، وتعليمه ،
واستماعه ، وردّه بعض الأصحاب إلى العرف ، فكل ما يسمّى به عرفا فهو حرام ، وإن لم
يكن مشتملا على الترجيع ، ولا على الطّرب.
دليله : أنّه
لفظ ورد في الشّرع تحريم معناه وليس بظاهر له معنى شرعي مأخوذ من الشّرع ، فيحال
على العرف.
والظّاهر أنّه
يطلق على مدّ الصّوت من غير طرب ، فيكون حراما ، إذ يصحّ تقسيمه إلى المطرب وعدمه
، بل ولا يبعد إطلاقه على غير المرجّع والمكرّر في الحلق ، فينبغي الاجتناب.
والأوّل أشهر.
ولعلّ وجهه أنّ
الّذي علم تحريمه بالإجماع هو مع القيدين ، وبدونهما يبقى على أصل الإباحة ، ولكنّ
مدلول الأدلّة أعمّ مثل : «المغنّية ملعونة ، وملعون من أكل ثمنها» [٢].
وما في الفقيه
ـ في حد شرب الخمر ـ في ذيل ما نقل عن الصّادق عليه السلام «والغناء مما أو عد
الله عليه النّار وهو قوله عزّ وجلّ (وَمِنَ النّاسِ مَنْ
يَشْتَرِي
[١] روى في الكافي ج
٣ ص ٣٩٣ عن أبي جعفر عليه السلام قال : «قال جبرئيل عليه السلام : يا رسول الله
إنّا لا ندخل بيتا فيه صورة إنسان ، الحديث» وروى في الفقيه ج ١ ص ٢٤٦ عن الصادق
عليه السلام : «إنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ، ولا بيتا فيه تماثيل ، الحديث»
والظّاهر أنّ المصنّف نقل الرّواية بمعناها.
[٢] الوسائل ج ١٢
كتاب التجارة ، الباب (١٥) من أبواب ما يكتسب به الحديث (٤) وفيه (ملعون من أكل
كسبها).
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 8 صفحه : 57