ومع ذلك يمكن
ان يقال على طريق الاجمال : الذين يموتون على غير الايمان ، فالكافر منهم مخلد في
النار وعبادته غير مقبولة عند الله ، ويحتمل حصول عوض له بسبب بعض أفعاله الحسنة
من الله ، اما في الدنيا ، أو في الآخرة بتخفيف عقاب (عذاب خ) ما كما قيل فيمن لم
يستحق دخول الجنة والثواب فيها.
وكذا من كان
معاندا ، أو مقلدا للاباء ، ومن تقدمه من العلماء ، مع معرفته للحق في الجملة (كما
حكى عن بعض الفضلاء منهم ان هذا حق ، ولكن العلماء المتقدمين هكذا كانوا!)
وكذا من اطلع
على الحق بالعقل أو النقل وتركه متهاونا في الدين ومتغافلا عن الحق والتأمل فيه ،
لقلة التقيد به وعدم اعتبار ذلك وقلة تأمله فيه ، وذلك أيضا كثير.
ولهذا نجد نقل
العلماء والعظماء منهم حكايات واخبارا خلاف معتقدهم وما ذهبوا اليه ، مثل ما يروون
من الاخبار في الصحاح ان الأئمة اثنى عشر [١] وما نقلوا في آية التطهير من حصر أهلها في آل العباء [٢] وخبر انى تارك فيكم [٣] وآية
[١] مسند احمد بن
حنبل ج ٥ ص ٩٢ و ٩٣ وصحيح مسلم ، كتاب الامارة (١) باب الناس تبع لقريش والخلافة
في قريش حديث : ٥ الى ١٠ وصحيح البخاري ، كتاب الاحكام ، ولفظ الحديث (عن جابر بن
سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : يكون اثنى عشر أميرا ،
الحديث) وفي حديث آخر (قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يكون بعدي اثنى
عشر خليفة كلهم من قريش)
[٢] صحيح مسلم ، ج ٤
ص ١٨٨٣ كتاب فضائل الصحابة ، (٩) باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه (وآله)
وسلم ، حديث (٦١) ولفظ الحديث (عن عائشة ، خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من
شعر اسود ، فجاء الحسن بن على فادخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة
فأدخلها ، ثم جاء على فادخله ، ثم قال «إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»
[٣] رواه جمع كثير
وجم غفير من أصحاب الصحاح والسنن ، منهم مسلم في صحيحه ، كتاب فضائل الصحابة (٤)
باب من فضائل على ابن أبى طالب رضى الله عنه ، حديث (٣٦) و (٣٧) ، ومنهم احمد بن
حنبل في مسنده ، ج ٣ ص (١٤) و (١٧) و (٢٦) ولفظ الحديث (قال رسول الله صلى الله
عليه (وآله) وسلم : انى قد
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 3 صفحه : 214