وأيضا ان معنى
وجوب استدامتها عدم جواز إيقاع شيء من العبادة المنوية أولا إلا لله ، ولو فعل
لغيره لعصى ولم يصحّ ذلك المنوي الذي فعله لغير الله ، فإذا كان بحيث يبطل بإبطاله
أصل العبادة تبطل أيضا ، والا يفعل الجزء الباطل بحيث يصحّ الأصل ان كان واجبا
ولا فرق بين
الضم ، والاستقلال ، ولا بين اللازم وغيره
وبالجملة الأمر
المهم الضروري الذي لا بد منه ولا تصح بدونه العبادة ، هو الإخلاص الذي هو مدار
الصحة ، وبه يتحقق العبودية والعبادة وهو صعب وقليل الوجود ، كثير المهالك ،
وتحصيله ، مثل إخراج اللبن الخالص الصافي من بين الدم والروث ، كما افاده بعض
الفضلاء ، ونعم ما أفاد ، وفقنا الله وإياكم للعمل الخالص والصالح ، وجعلنا من
المخلصين ، ثم أنجانا من الخطر العظيم فإنه ليس الناجي الا المخلصون وهم على خطر
عظيم كما في ظاهر الآية [٣] والرواية [٤] ، واما الموصى به الذي اوصى به دائما فهو الاحتياط مهما
أمكن وعدم ترك قول ضعيف نادر ولا ترك رواية ضعيفة في شيء من الاعمال والافعال فلا
تنسى.
قوله
: «(فلو نوى التبرد إلخ)» الظاهر انه تفريع لأصل النيّة ويتبعها الاستدامة كما في
غيره ، وقد عرفت ان الظاهر هو البطلان مطلقا وهو مختار المصنف أيضا في غير المتن
ووجه الفرق هنا غير ظاهر فتأمل.
[١] الظاهر ان المراد
من الآية ، قوله تعالى (وَما
أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
(البينة ـ ٤)
[٢] راجع الوسائل باب
٥ وباب ٨ من أبواب مقدمات الافعال ، ولاحظ أيضا باب ١١ الى ١٧ منها أيضا
[٣] يعني الآية
المتقدم إليها الإشارة آنفا وهي قوله تعالى (وَما
أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ)
إلخ
[٤] لاحظ احاديث باب
٨ من أبواب مقدمات العبادات من الوسائل
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 99