و كيف كان، فربما يستفاد من إطلاق العبائر شمول الحكم لما إذا رأت الدم بعد العاشر أيضاً مع كونها معتادة لما دون العشرة، لكن قيّده جماعة كجامع المقاصد [1] و من تبعه [2] بما إذا كانت غير معتادة أو اعتادت العشرة، و أمّا معتادة ما دونها فيشترط في التنفّس عدم تجاوز الدم عنها؛ و لعلّه لما تقرّر عندهم في الحيض: من أنّ الدم المتجاوز عن العادة إذا لم ينقطع على العشرة ليس بحيض فليس نفاساً أيضاً، و يشكل: بأنّ المستند في هذا الحكم فيما تقدّم في الحيض هو الأخبار الدالّة على رجوع المستحاضة إلى عادتها و جعل ما عداها استحاضة [3]، و هي إن كانت مختصّة بما عدا الدورة الاولى للمستحاضة، إلّا أنّك قد عرفت في تلك المسألة ثبوت الحكم في الدورة الاولى بتنقيح المناط، و لذا تأمّل في الحكم المذكور جماعة [4] تبعاً لصاحب المدارك [5]، و هذا الدليل مفقود فيما سمعت؛ لأنّها حيث لم تر إلّا العاشر و ما بعده لم يصدق عليها المستحاضة حتى ترجع إلى عادتها و تدع ما سواها.
و كون النفاس حيضاً لا يجدي؛ لأنّ الحكم بكون ما تراه الحائض بعد