و بما ذكرنا فسّره جماعة، فعن مجمع البيان (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي لا يخلطون بعبادته عبادة من سواه [1]. و عن البيضاوي: أي لا يشركون به [2].
و عن النيسابوري: تفسيره بالتوحيد [3]، و جزم بذلك شيخنا البهائي في الأربعين [4].
و كيف كان، فلا إشكال في أنّ الآية لا تدلّ على انحصار المأمور به في العبادة ليستفاد منه أنّ الأصل في كلّ واجب أن يكون عبادة- كما زعمه بعض [1]- لينفع فيما نحن فيه، و إنّما يمكن أن يدّعى دلالتها على أن العبادة لم يؤمر بها إلّا على جهة الإخلاص، و لهذا استدلّ الفاضلان- في ظاهر المعتبر [5] و صريح المنتهى [6]- بها على وجوب الإخلاص في الواجب المفروغ كونها عبادة.
لكنّه أيضا مبنيّ على كون المراد ب«الدين» الطاعة أو الأعمّ منها و من العبادة، ليدلّ على وجوب إخلاص عبادة اللّه عن عبادة الأوثان، و طاعته تعالى عن الرياء و نحوه.
لكن الظاهر بقرينة عطف «الصلاة» و «الزكاة»: إرادة الإخلاص
[1] هو السيّد المجاهد (قدس سره) في مفاتيح الأصول: 132.