كالوضوء المأتي به لمحض التبرّد و التسخين، و كذلك المأتي به لمحض مدح الناس، فلا بدّ من حمل الردّ فيها على عدم القبول الكامل من جهة الرياء الخفيّ الذي لا يمكن إلزام كل أحد بدفعه و إبطاله للعمل، فتحمل الرواية على مكلّف خاصّ يكون هذا العمل منه كالسيّئة و إن كانت من غيره حسنة، فإنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين، و يكون المراد ب«السجّين» المحلّ الهابط السافل مقابل العلّيين بالنسبة إلى هذا المكلّف، و يشهد له تفسير «السجّين» في بعض الروايات بالأرض السابعة و «العلّيين» بالسماء السابعة [1].
و كيف كان، فالاستدلال بها لا يخلو عن الإشكال بعد الإغماض عن كونها رواية السكوني إلّا أنّ العمل على المشهور غير محتاج إليها.
و هنا أمور:
الأوّل [إذا كانت نية الرياء تبعية]
أنّه لا فرق بين كون الرياء علّة مستقلّة أو جزءا من العلّة مستقلا لو تجرّد عنه أو غير مستقلّ.
أمّا لو كان تبعا- بالمعنى المتقدّم و هو التأكيد للداعي الذي استظهرنا سابقا أنّه مراد المجوّزين- للضميمة ففي بطلان العبادة به إشكال:
من إطلاق قوله (عليه السلام) في صحيحة زرارة المتقدّمة [2]: «ثمّ أدخل فيه رضا أحد من الناس»، فإنّه يصدق على مثل ما نحن فيه، لأنّ الفعل مستند إلى الداعي المتأكّد، فللمؤكّد دخل في هذا الداعي الشخصي.