فالقول بالكراهة بل استحباب التساوي بين الإمام و المأموم لا يخلو عن قوّة.
و يؤيّده ما رواه الشيخ في زيادات التهذيب بسنده الصحيح، عن صفوان، عن محمّد بن عبد اللّه، قال: «سألت الرضا (عليه السلام) عن الإمام يصلّي في موضع و الذين خلفه يصلّون في موضع أسفل منه، أو يصلّي في موضع و الذين خلفه يصلّون في موضع أرفع منه؟ فقال: يكون مكانهم مستويا» [1].
و ليس في سند الرواية إلّا محمد بن عبد اللّه المشترك، لكن الراوي عنه صفوان الذي لا يروي إلّا عن ثقة، كما عن العدّة [2].
و لكن الأحوط ما ذهب إليه المشهور، بل جميع القدماء و المتأخّرين عدا نادر من متأخّريهم، فإنّ الشيخ الذي نسب إليه الكراهة في الخلاف [3] لم يستفد ذلك منه إلّا من جهة تعبيره بلفظ الكراهة، و لا يخفى أنّ هذه اللفظة في عرف غير المتأخّرين من الفقهاء تطلق كثيرا على الحرمة؛ لاشتراكها معنى بينها و بين الكراهة المصطلحة، مع ما حكي [4] من أنّ في عبارة الخلاف ما يعرب عن إرادة الحرمة.
[1] التهذيب 3: 282، الحديث 155، و الوسائل 5: 463، الباب 63 من أبواب الجماعة، الحديث 3.