و مثل: المجالس الحسينية في شهري محرم و صفر، و المناسبات الأخرى للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) و الأئمة الأطهار (عليهم السّلام) من وفياتهم، و مواليدهم، أو الأعياد الإسلامية و المذهبية، و اقامة الاحتفالات، و الحرص على أن تكون هذه المجالس و الاحتفالات ذات مضمون ثقافي، و فكري، و أخلاقي، و سياسي، يرتبط بشؤون الأمة.
و مثل المواكب الحسينية، التي كانت تمثل عملا جماهيريا مهما في الأمة، سواء المحلية منها، أم الموسمية التي ترد لزيارة الأربعين، و عاشوراء، و وفاة النبي الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) و وفاة أخيه و وصيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، حيث تحولت هذه المواكب إلى عمل اجتماعي و سياسي ضخم سواء من حيث الإخراج أم المضمون أم الانسجام أم الكثافة العددية و الاهتمام. و أصبحت مدرسة جماهيرية واعية للأمة، و مؤسسة تعبوية روحية، و ثقافية، و سياسية.
و مثل مواسم الحج و الزيارات المخصوصة للأئمة الأطهار (عليهم السّلام) و التي كانت توفر فرصة لاجتماع الناس و الحديث إليهم و توجيههم حتى انه استفاد من هذه المواسم لعقد لقاءات سياسية أو اجتماعية أو دينية.
الثالثة:
تشجيع إيجاد المؤسسات، و اقامة المشاريع الخيرية، و الجمعيات الدينية و الاجتماعية التي يقيمها الإفراد أو الجماعات، و تأسيس قنوات التخاطب مع الأمة كالمجلات الإسلامية، أو المنشورات، أو المراكز الثقافية كالمكتبات و المدارس، و تشجيع حركة التأليف و النشر، و غيرها.
و توسعة دائرة بناء العتبات المقدسة للأئمة الأطهار (عليهم السّلام) و أولادهم، أو زعماء و علماء اتباع أهل البيت (عليهم السّلام) و كذلك بناء المساجد، و الحسينيات و المساكن التي تؤمن للعالم الديني نوعا من الاستقرار و الثبات.
و إذا أردنا أن نلقي نظرة عامة على فترة الخمسة عشر سنة التي أصبحت فيها مرجعية الإمام الحكيم (قدّس سرّه) مرجعية عامة من سنة (1375- 1390 هق) لوجدنا تطورا نوعيّا، و كميا ملحوظا وهاما في جميع هذه المجالات المشار إليها، و الذي يشكل ظاهرة و خطا عمليا في الرؤية العملية لهذه