والتحرير والبيان
من عدم استحباب غيرهما كالذي عساه يشعر به الاقتصار في العبارة والقواعد على
الثلاثة من عدم استحباب ما عداها ، فتأمل.
والمراد بالذريرة
الطيب المسحوق على ما في المعتبر والتذكرة ، بل يظهر من الأول أنه المعروف بين
العلماء حيث نسب ما قاله بعض الأصحاب من أنه نبات يعرف بالقمحان إلى خلاف المعروف
بين العلماء ، ويرجع اليه ما عن الصنعاني أنها فعيلة بمعنى مفعولة ، وهي ما يذر
على الشيء ، واختاره من متأخري المتأخرين المحقق الثاني والشهيد الثاني معللا له
في الأول بأن اللفظ انما يحمل على المتعارف الشائع الكثير ، إذ يبعد استحباب ما لا
يعرف أو لا يعرفه إلا أفراد من الناس ، وكأنهم لاحظوا فيه المعنى الوضعي من أنها
فعيلة بمعنى مفعولة ، أي ما يذر على الشيء ، ولا يخفى عليك ما فيه من البعد ،
وعليه ينبغي أن يقيد حينئذ ما تقدم من كراهة تطييب الميت به من المسك والعنبر
ونحوهما بما إذا لم يسحقا ، وإلا كانا من الذريرة ، مع أن ما في بعض الأخبار
السابقة [١] من نفض ما على الكفن من المسك بكمه (ع) قائلا أنه ليس من
الحنوط يشعر بأنه كان ذريرة بالمعنى الوضعي ، والحاصل أنه لا ينبغي الشك في بعد ما
ذكر من إرادة المسحوق من كل طيب لمعروفية العلمية منها ، نعم قد يقال : إنها عبارة
عما حكاه الصنعاني من أنه باليمن يجعلون أخلاطا من الطيب ، يسمونها الذريرة ، وما
حكاه في الذكرى من أنها الورد والسنبل والقرنفل والقسط والأشنة وكلها نبات ، ويجعل
فيها اللاذن ، ويدق جميع ذلك لاجتماع الوصفية والعلمية حينئذ ، وربما يرجع اليه
سابقه ، كما أنه في عرفنا الآن كذلك نوع خاص من الطيب مسحوق يسمى ذريرة ، ولعله هو
الذي أراده في المدارك بأنه طيب مخصوص معروف بهذا الاسم الآن في بغداد وما والاها
، لكن نص في المقنعة والمبسوط وعن النهاية والمصباح ومختصره والإصباح أنها القمحة
، وعن التذكرة أنه قال بضم القاف
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٦ ـ من أبواب التكفين ـ حديث ١١.