أن يقال لم يثبت
شرعيتها ، فالأولى الامتناع من النطق بها ».
ولا يخفي عليك ما
فيه من وجوه ، خصوصا بالنسبة إلى اقتصاره على الخبر المذكور من بين أخبار المنع ،
وخصوصا بالنسبة إلى ترجيحه هذا الخبر الذي إذا قرئ بالتعجب كان مخالفا لإجماع
الإمامية إن لم يكن ضروريهم ، وموافقا للعامة الذين جعل الله الرشد في خلافهم ، إذ
لم يقل أحد من الأصحاب بالاستحباب ، ولذا حملوه على التقية ، خصوصا وقد أمر بخفض
الصوت بها ، وقد حكي استحبابه عندهم أيضا ، ولعل المصنف قرأه بصيغة نفي التحسين ،
واستفاد التجويز من الأمر بخفض الصوت بها ، على أن المتبادر من الاقتصار على نفي
الحسن انتفاء القبح أيضا ، لكنه ـ مع اقتضاء الثاني نفي الكراهة أيضا واحتمال
قراءته واخفض بالماضي وإن كان لحنا بناء على عدم وروده منه كذلك لكنه من الراوي ،
فيكون حينئذ مشعرا بالتقية ، ولا دلالة فيه على الجواز ـ كما ترى خلاف الظاهر ، لا
أقل من تعارض الاحتمالين فيه ، بل يمكن قراءته « ما أحسنها » من الإحسان بمعنى
العلم على صيغة التكلم ، كقوله عليهالسلام[١] في التثويب : « ما نعرفه » فلا تنافي حينئذ بين خبري جميل [٢] وأظرف شيء قوله :
اني لم أتحققه ، إذ هو إن لم ينكر عليه ذلك مع ظهوره أنكر عليه اعتبار التحقق في
حجية مثله ، وكذا قوله أيضا بالتفصيل بين المنفرد والمأموم ، مع أن صحيح جميل
السابق الذي هو راوي الخبر المذكور صريح في المأموم ، بل لعله هو المراد من إطلاق
غيره ، ضرورة ظهور إرادة التعريض به لما في أيدي الناس على ما أومأت إليه باقي
النصوص ، بل في المرسل [٣] عن دعائم الإسلام عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام عن النبي
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٢ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ١.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ من أبواب القراءة في الصلاة ـ الحديث ١ و ٥.
[٣] المستدرك ـ الباب
ـ ١٣ من أبواب القراءة في الصلاة ـ الحديث ٤.