كما لا يخفى على
من رزقه الله معرفة لسان الشرع ورموزه التي أشار إليها بقوله عليهالسلام : « إنا لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف
اللحن » ولعل منه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ها هنا في الخبر المروي عن معاني الأخبار [١] : « البخيل حقا
من ذكرتُ عنده فلم يصل علي » وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المروي عن الإرشاد [٢] : « البخيل كل البخيل من الذي إذا ذكرت عنده لم يصل علي »
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المروي [٣] عن عدة الداعي : « أجفا الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصل علي
» بل وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خبرين [٤] : « من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة ».
ومن الغريب أن
المحدث البحراني استدل بهذا على الوجوب بعد حمل النسيان فيه على الترك كقوله تعالى
[٥]( فَنَسِيَ ) وأغرب منه كثرة
تسجيعه في المقام وتبجحه وظنه أنه جاء بشيء حيث استدل على مطلوبه بظاهر الأمر في صحيح زرارة [٦] « صل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمكلما ذكرته أو
ذكره ذاكر في الأذان أو غيره » حتى أنه أزرى على الخراساني بما لا ينبغي منه مدعيا
صراحة ذلك في الوجوب ، وإنها لمصيبة يستأهل أن يسترجع عندها ، ضرورة أنه لا يليق
بمن دس نفسه في فقهاء آل محمد عليهمالسلام الركون إلى مثل
هذا الأمر المعلوم إرادة الندب منه ضرورة ، كقول الصادق [٧] والرضا عليهماالسلام[٨] : « الصلاة على
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ٩.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ١٤.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر الحديث ١٨.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٢ ـ من أبواب الذكر ـ الحديث ٤ و ١٦.