responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 175

أكرم فقيهاً مسلماً لقي اللّه تعالى يوم القيامة و هو عنه راض، و من أهان فقيهاً مسلماً لقي اللّه تعالى يوم القيامة و هو عليه غضبان، و جعل النظر إلى وجه العلماء عبادة و النظر إلى باب العالم عبادة و مجالسة العلماء عبادة.

و عليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم و الفقه في الدين، فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لولده: تفقّه في الدين فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء و إنّ طالب العلم يستغفر له من في السماوات و من في الأرض حتى الطير في جوّ السماء و الحوت في البحر و أنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به.

و إيّاك و كتمان العلم و منعه عن المستحقين لبذله، فإنّ اللّه تعالى يقول:

«إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ» [1] و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه. و قال (عليه السلام): لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم).

و عليك بتلاوة الكتاب العزيز و التفكّر في معانيه و امتثال أوامره و نواهيه و تتبع الأخبار النبوية و الآثار المحمدية و البحث عن معانيها و استقصاء النظر فيها، و قد وضعت لك كتباً متعددة في ذلك كلّه.

هذا ما يرجع إليك.

و أمّا ما يرجع إليّ و يعود نفعه عليّ، فأن تتعهّدني بالترحّم في بعض الأوقات و أن تهدي إليّ ثواب بعض الطاعات، و لا تقلل من ذكري فينسبك أهل الوفاء إلى الغدر، و لا تكثر من ذكري فينسبك أهل العزم إلى العجز، بل اذكرني في خلواتك و عقيب صلواتك، و اقض ما عليّ من الديون الواجبة و التعهّدات اللازمة، و زر قبري بقدر الإمكان و اقرأ عليه شيئاً من القرآن، و كلّ كتاب صنّفته و حكم اللّه تعالى يأمره قبل إتمامه فأكمله و أصلح ما تجده من الخلل و النقصان و الخطأ و النسيان.


[1] البقرة: 159.

نام کتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست