نام کتاب : المهذب البارع في شرح المختصر النافع نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 5 صفحه : 201
..........
خربة و بيده سكين متلطخ بالدم، فإذا رجل مذبوح متشحط في دمه، فقال له أمير
المؤمنين عليه السّلام ما تقول يا غلام؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا قتلته، قال:
اذهبوا به فأقيدوه، فلما ذهبوا به ليقتلوه اقبل رجل مسرعا فقال: لا تعجلوا و ردّوه
الى أمير المؤمنين عليه السّلام فردوه، فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما هذا قتل
صاحبه، انا قتلته، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام للأوّل: ما حملك على الإقرار
على نفسك؟
فقال: يا
أمير المؤمنين و ما كنت أستطيع أن أقول، و قد شهد عليّ أمثال هؤلاء الرجال، و
أخذوني و بيدي سكين ملطخ بالدم، و الرجل متشحط في دمه، و انا قائم عليه، و خفت
الضرب، فأقررت، و انا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة، فأخذني البول، فدخلت
الخربة فوجدت الرجل يتشحط في دمه، فقمت متعجبا، فدخل عليّ هؤلاء فأخذوني، فقال:
أمير المؤمنين عليه السّلام: خذوا هذين فاذهبوا بهما الى الحسن عليه السّلام، و
قولوا له: ما الحكم فيهما؟ فذهبوا الى الحسن عليه السّلام و قصّوا عليه قصّتهما،
فقال الحسن عليه السّلام: قولوا لأمير المؤمنين عليه السّلام: ان هذا ان كان ذبح
ذلك فقد أحيا هذا، و قد قال اللّه تعالى (وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا
فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً)[1] فخلّى عنهما و اخرج
دية المذبوح من بيت المال[2].