نام کتاب : المعتبر في شرح المختصر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 2 صفحه : 125
مثل الذي رأى، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): فلله الحمد» [1].
و ما نقل عن أهل البيت (عليهم السلام) أنسب بحال النبي (صلى اللّه عليه و آله)، فإن الأمور المشروعة منوطة بالمصالح و الاطلاع عليها مما يقصر عنه فظن البشر فلا يعلمها مفصلة إلا اللّه، فلا يكون للنبي (صلى اللّه عليه و آله) فيها الخيرة، و لأن الأمور المشروعة مع خفتها و قلة أذكارها مستفادة من الوحي الإلهي فما ظنك بالمهم منها.
و في رواية ابن أذينة، عن زرارة، و الفضل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لما أسرى برسول اللّه الى السماء فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة فأذن جبرئيل (عليه السلام) و أقام، فتقدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) وصف الملائكة و النبيون خلف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله)» [2] و في هذا إشعار بأنه وحي من اللّه، إذ من البعيد أن يكون مستند النبي (صلى اللّه عليه و آله) الى عبد اللّه بن زيد.
مسئلة: يعتبر في المؤذن العقل، و الإسلام
و هو إجماع العلماء كافة لأن المجنون لا حكم لعبادته، لاختصاصه بما أوجب رفع القلم، و الكافر ليس أهلا للأمانة، و المؤذنون أمناء لقول النبي (صلى اللّه عليه و آله) «الامام ضامن، و المؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين» [3] و فيه اشعار بكون المؤذن ممن يصح له الاستغفار.
و يؤيد ذلك ما رواه عمار الساباطي، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «لا يجوز أن يؤذن إلا رجل مسلم عارف» [4] و لا يعتبر البلوغ، و هو اتفاق علمائنا، و به قال الشافعي، و قال أبو حنيفة: يعتبر إذا أذن الرجال، و عن أحمد بن حنبل روايتان، إحديهما- لا يعتد بأذانه كما لا يعتد بروايته، و لقوله (عليه السلام) «يؤذن لكم خياركم» [5].