بأجمعها ضعاف السند[1] لا يعوّل على شيء منها . فلا مناص في التعدي إلى ما عرفت من دعوى القطع بعدم الفرق .
ثم إن مرجع الضمير المنفصل في قوله : "من هو في ثوبه" هو النجس المستفاد من كلمة الحاقن ، أعني البول إيعازاً إلى شدة الكراهة وكأنّه يصلي في النجس ، ولكن المحكي عن [بعض نسخ] المحاسن هكذا : "وهو بمنزلة من هو في نومه"[2] والمرجع حينئذ هو المصلي ، ولعل هذه النسخة أنسب بالمعنى وأوفق بالاعتبار ، حيث إنّ المتشاغل بمدافعة الأخبثين فاقد للتوجه وفارغ عن الاقبال فلا يدري ما يقول ، فهو بمثابة النائم المسلوب عنه الشعور . وكيف ما كان فلا دخل لهذه الفقرة بمحل الاستشهاد .
ثانيتهما : ما رواه الشيخ باسناده عن أبي بكر الحضرمي عن أبيه عن أبي عبدالله (عليه السلام) "قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : لا تصلّ وأنت تجد شيئاً من الأخبثين"[3] .
والدلالة ظاهرة غير أن السند ضعيف من جهة تردد والد أبي بكر بين الثقة والمهمل ، فان أبابكر الحضرمي إن كان هو محمد بن شريح فأبوه مهمل ، وإن كان هو عبدالله بن محمد فهو ـ أي محمد ـ ثقة إن اُريد به محمد بن شريح أبو عبدالله ، وإن اُريد به غيره فهو أيضاً مهمل ، وأما غيره ممن وقع في السند فلا بأس بهم ، فان علي بن الحكم موثق ، وكذلك الحضرمي نفسه لوقوعه في أسناد كامل الزيارات[4] .
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لا يخفى أنّ موثقة إسحاق بن عمار [المروية في الوسائل 7 : 252 / أبواب قواطع الصلاة ب 8 ح 5] مشتملة على الحاقب ولا غمز في سندها بوجه .