نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 27
أو قصدا على ما يظنه جماعة ضلوا عن السبيل في معنى إرادة الله عز اسمه و إنما يفيد إيقاع الفعل الذي يذهب الرجس و هو العصمة في الدين أو التوفيق [1] للطاعة التي يقرب العبد بها من رب العالمين [2] و ليس يقتضي الإذهاب للرجس وجوده من قبل كما ظنه السائل بل قد يذهب بما كان موجودا و يذهب بما لم يحصل له وجود للمنع منه و الإذهاب عبارة عن الصرف و قد يصرف عن الإنسان ما لم يعتره كما يصرف ما اعتراه أ لا ترى أنه يقال في الدعاء صرف الله عنك السوء فيقصد إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء دون أن يراد بذلك الخبر عن سوء به و المسألة في صرفه عنه [3].
و إذا كان الإذهاب و الصرف بمعنى واحد فقد بطل ما توهمه السائل فيه و ثبت أنه قد يذهب بالرجس عمن لم يعتره قط الرجس على معنى العصمة له منه [3] و التوفيق لما يبعده من حصوله به فكان تقدير الآية حينئذ إنما يذهب الله عنكم الرجس الذي قد [3] اعترى سواكم بعصمتكم منه و يطهركم أهل البيت من تعلقه بكم [4] على ما بيناه.
و أما القول بأن أشباحهم ع قديمة فهو منكر لا يطلق و القديم في الحقيقة هو الله تعالى الواحد الذي لم يزل و كل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ له أول و القول بأنهم لم يزالوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم [5] كالأول في الخطإ و لا يقال لبشر إنه لم يزل قديما.
[2]- روى الحافظ القندوزى الحنفيّ عن الحسن بن عليّ (سلام اللّه عليهما) انّه قال في خطبته: إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه، و اختارنا و اصطفانا، و أذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا. (ينابيع المودّة 576).
[4]- و يؤيّد هذا المعنى ما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة- الّتى علّمها الإمام عليّ بن محمّد الهادى 8 موسى بن عبد اللّه النخعيّ-: عصمكم اللّه من الزلل، و آمنكم من الفتن، و طهّركم من الدنس، و أذهب عنكم الرجس، و طهّركم تطهيرا. (فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين 2/ 181).