و هو سبحانه لم يخاطب السماء بكلام و لا السماء قالت قولا مسموعا و إنما أراد أنه عمد [2] إلى السماء فخلقها و لم يتعذر عليه صنعها [3] فكأنه سبحانه لما خلقها قال لها و للأرض [4]ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً فلما انفعلت [5] بقدرته كانتا [6] كالقائل أتينا طائعين.
و مثله قوله تعالى يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ[7] و الله تعالى يجل عن خطاب النار و هي مما لا يعقل و لا يتكلم [8] و إنما عبر [9] عن سعتها و أنها لا تضيق بمن يحلها [10] من المعاقبين.
و ذلك كله على مذهب أهل اللغة و عادتهم في المجاز أ لا ترى إلى قول الشاعر
و قالت له العينان سمعا و طاعة* * * و أسبلتا بالدر لما يثقب