نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 48
و المعنى فيها أن الله تبارك و تعالى أخذ من كل مكلف يخرج من ظهر [1] آدم و ظهور ذريته العهد عليه بربوبيته من حيث أكمل عقله و دله بآثار الصنعة على حدوثه [2] و أن له محدثا أحدثه لا يشبهه [3] يستحق العبادة منه بنعمه عليه [4] فذلك هو أخذ العهد منهم [5] و آثار الصنعة فيهم هو إشهاده [6] لهم على أنفسهم بأن الله تعالى ربهم.
و قوله تعالى قالُوا بَلى يريد به أنهم لم يمتنعوا [7] من لزوم آثار الصنعة فيهم و دلائل حدوثهم اللازمة لهم و حجة العقل عليهم في إثبات صانعهم [8] فكأنه سبحانه لما ألزمهم الحجة بعقولهم على حدوثهم و وجود محدثهم قال لهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فلما لم يقدروا على الامتناع من لزوم دلائل الحدوث لهم كانوا كالقائلين [9]بَلى شَهِدْنا.