و لا يخفى انّ سبب التحليل قسمان أحدهما ان يكون من قبيل الزوجية و
الملكيّة و تحليل المالك، فمعنى قول الشهود: لا نعلم بينهما سببا للتّحليل، هو
انّا لا نعلم الزوجية أو الملك أو تحليل المالك.
ثانيهما ان يكون المراد هو المسقط للحدّ بعد انّ عدم الزوجيّة و
الملكيّة و التحليل أمر مفروغ عنه كالشبهة و الإكراه و غير ذلك.
فعلى الأوّل فشهادتهم بعدم العلم بسبب التحليل تؤول الى عدم علمهم
بالحرمة أصلا و هذا لا ينفع في الشهادة شيئا و امّا على الثاني فهو الذي حاول صاحب
الجواهر حلّ الاشكال به فقال بعد ان أشكل بعدم تحقّق الزنا مع احتمال كونها زوجة:
و يمكن إرادته بعد العلم بكونها أجنبيّة عنه لكن لم يعلم الشبهة أو الإكراه أو
نحوهما ممّا يسقط به الحدّ انتهى.
يعنى انّ الزنا بالأجنبيّة بعد كون المرأة كذلك حسب الفرض- موجب
للحدّ، و المسقط مشكوك فيه و الأصل عدمه.
و فيه أولا انّه خلاف المتبادر من «سبب التحليل» لأنّ وطي الأجنبيّة
مع الشبهة محرّمة واقعا و ليس هناك سبب للتحليل غاية الأمر انّه لا عقاب عليه و لا
حدّ، و الحال انّ عبارة المحقّق: لا نعلم سببا للتحليل، لا السبب المسقط للحدّ، و
الحاصل انّ المسقطات ليست سببا للتحليل.
و ثانيا هب انّه كان المراد ذلك لكن هل يجوز إقامة الشهادة مع عدم
العلم بالشبهة أو كون الزنا عن إكراه؟ أو ليس هذه الموارد من موارد الشبهة و
الحدود تدرء بالشبهات؟ و كيف يحدّ من أقيم عليه الشهادة بأنّه وطئ وطئا لم يعلم
انّه يوجب الحدّ؟
و على الجملة فالشبهة الموضوعيّة اقتضت عدم جواز الشهادة و عدم اقامة
الحدّ.
و على قوله قدّس سرّه، لو شهدوا كذلك لا وجبت اجراء الحدّ و هو