responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 9  صفحه : 362

في بيان بطلان القول به و الاعتماد عليه في الأحكام الشرعية و عدم كونه مدركا لها و ان اشتهر في كلامهم عده من المدارك القطعية كالكتاب العزيز و السنة النبوية، و نزيده هنا بمزيد من التحقيق الرشيق و التدقيق الأنيق:

فنقول: قد عرفت مما قدمنا في المقام الأول دلالة خبر الثقلين على ان ما يعمل به أو عليه من حكم فرعى أو مدرك أصلي يجب أن يكون متمسكا فيه بكتاب الله تعالى و اخبار العترة على ما مر من البيان لتحقق الأمن من الضلال و النجاة من أهوال المبدأ و المآل، و الزاعم لكون ذلك مدركا شرعيا زائدا على ما ذكره (صلى الله عليه و آله) يحتاج إلى إقامة البرهان و الدليل و ليس له الى ذلك سبيل إلا مجرد القال و القيل و من الظاهر عند التأمل بعين الإنصاف و تجنب العصبية للمشهورات الموجبة للاعتسافات ان عد أصحابنا (رضوان الله عليهم) الإجماع مدركا إنما اقتفوا فيه العامة العمياء لاقتفائهم لهم في هذا العلم المسمى بعلم أصول الفقه و ما اشتمل عليه من المسائل و الأحكام و الأبحاث و هذه المسألة من أمهات مسائله، و لو ان لهذا العلم من أصله أصلا أصيلا لخرج عنهم (عليهم السلام) ما يؤذن بذلك، إذ لا يخفى على من لاحظ الأخبار انه لم يبق أمر من الأمور التي يجري عليها الإنسان في ورود أو صدور من أكل و شرب و نوم و نكاح و تزويج و خلاء و سفر و حضر و لبس ثياب و نحو ذلك إلا و قد خرجت الأخبار ببيان السنن فيه و كذا في الأحكام الشرعية نقيرها و قطميرها، فكيف غفلوا (عليهم السلام) عن هذا العلم مع انه كما زعموه مشتمل على أصول الأحكام الشرعية فهو كالأساس لها لابتنائها عليه و رجوعها اليه هذا، و علماء العامة كالشافعي و غيره في زمانهم (عليهم السلام) كانوا عاكفين على هذه العلوم تصنيفا و تأليفا و استنباطا للأحكام الشرعية بها و جميع ذلك معلوم للشيعة في تلك الأيام فكيف غفلوا عن السؤال منهم عن شيء من مسائله؟ و مع غفلة الشيعة كيف رضيت الأئمة (عليهم السلام) بذلك لهم و لم يهدوهم اليه و لم يوقفوهم عليه؟

مع كون مسائله أصولا للأحكام كما زعمه أولئك الأعلام، ما هذا إلا عجب عجيب

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 9  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست