نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 4 صفحه : 245
الأرض و على الطريق. و فيه- كما ترى- دلالة على ان الأصل هو المعنى الأول، و في الأساس و عليك بالصعيد أي اجلس على الأرض و صعيد الأرض وجهها. و قال المطرزي في المغرب الصعيد وجه الأرض ترابا كان أو غيره. و في القاموس الصعيد التراب أو وجه الأرض. و مثل ذلك نقله في المعتبر عن الخليل و نقله ثعلب عن ابن الأعرابي، و يؤيد ذلك قوله عز و جل «. فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً» [1] أي أرضا ملساء تزلق عليها باستئصال شجرها و نباتها،
و قوله (صلى اللّٰه عليه و آله)[2]«يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة على صعيد واحد».
أي أرض واحدة، و بذلك يظهر ما في الاستناد الى الآية في هذا المقام من الاشكال و لا سيما و قد ورد الخبر بتفسير الصعيد في الآية بالمكان المرتفع من الأرض
كما رواه الصدوق في معاني الاخبار عن الصادق (عليه السلام)[3] قال: «الصعيد الموضع المرتفع و الطيب الموضع الذي ينحدر عنه الماء».
و مثله
في الفقه الرضوي حيث قال (عليه السلام)[4]: «قال اللّٰه تعالى فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً، و الصعيد الموضع المرتفع عن الأرض و الطيب الذي ينحدر عنه الماء».
و حينئذ فالأظهر الرجوع الى الاخبار كما سيأتي بيانه ان شاء اللّٰه تعالى في موضعه- «طَيِّباً» اختلف المفسرون في المراد بالطيب هنا، فبعضهم على انه الطاهر و هو مختار مفسري أصحابنا، و قيل هو الحلال و قيل انه الذي ينبت دون ما لا ينبت كالسبخة و أيدوه بقوله سبحانه: «وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبٰاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ.» [5] و قد عرفت تفسيره بما في الخبرين المتقدمين، الا ان الظاهر
[2] في معالم الزلفى ص 145 باب 23 في صفة المحشر عن الباقر (ع) قال: «إذا كان يوم القيامة جمع اللّٰه الناس في صعيد واحد من الأولين و الآخرين عراة حفاة.» و في تاريخ بغداد ج 11 ص 131 و ج 14 ص 195 عن النبي (ص) «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة عزلا» و ليس في أحاديث أهل السنة كلمة «صعيد واحد».
[3] رواه عنه المحدث الكاشاني في الصافي في تفسير آية التيمم 43 سورة النساء.