نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 18 صفحه : 174
بعضه تجربة و بعضه علاج. قال: فما تقول في الملكين هاروت و ماروت، و ما يقول الناس بأنهما يعلمان الناس السحر؟ فقال: انهما موضع ابتلاء و موقف فتنة، تسبيحهما اليوم «لو فعل الإنسان كذا و كذا لكان كذا، و لو يعالج بكذا أو كذا صار كذا- أصناف السحر» فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما، فيقولان لهم: انما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم و لا ينفعكم، الى ان قال (عليه السلام): و ان من أكبر السحر النميمة، يفرق بها بين المتحابين، و يجلب العداوة بين المتصافين، و يسفك بها الدماء و تهدم بها الدور، و يكشف بها الستور، و النمام أشد من وطأ على ارض بقدم، و أقرب أقاويل السحر من الصواب: انه بمنزلة الطب، ان الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء، فجاء الطبيب فعالجه فأبرأه[1].
أقول: و من الاخبار الواردة في المقام، ما رواه
في الكافي عن على بن إبراهيم عن أبيه عن شيخ من أصحابنا الكوفيين، قال: دخل عيسى بن سيفي[2]على ابى عبد الله (عليه السلام)، و كان ساحرا يأتيه الناس و يأخذ على ذلك الأجر، فقال له: جعلت فداك: انا رجل كانت صناعتي السحر، و كنت آخذ عليها الأجر، و كان معاشي منه، و قد حججت منه و من الله على بلقائك، و قد تبت الى الله عز و جل، فهل لي في شيء من ذلك مخرج؟ قال: فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): حل و لا تعقد[3].
و رواه الصدوق بإسناد عن عيسى المذكور نحوه.
و رواه الحميري في قرب الاسناد- بإسناده- عن عيسى بن سيفي مثله.
قال في الوسائل بعد نقل الخبر المذكور: أقول: خصه بعض علمائنا بالحل
[2] اختلف نسخ الكافي و التهذيب و الفقيه و قرب الاسناد و غيرها في هذا اللفظ، ففي بعضها: «شقفي». و في بعضها: «سقفى». و في بعضها: «سعفى». و في بعضها: «سيفي».
و الأخير هو الصحيح. نظرا الى نسخة أصل التفسير و رواية جامع الرواية و من ثم أثبتناه.