responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 10

الأول- و لعله الأظهر، كما هو بين علمائنا أشهر- تخصيص الاخبار الدالة على وجوب طلب الرزق بهذه الأخبار الدالة على وجوب طلب العلم، بان يقال بوجوب ذلك على غير طالب العلم المشتغل بتحصيله و استفادته أو تعليمه و افادته.

و بهذا الوجه صرح شيخنا الشهيد الثاني في كتاب «منية المريد في آداب المفيد و المستفيد» حيث قال في جملة شرائط تحصيل العلم ما لفظه:

«و ان يتوكل على الله و يفوض أمره اليه و لا يعتمد على الأسباب فيوكل إليها و تكون وبالا عليه، و لا على أحد من خلق الله تعالى، بل يلقى مقاليد امره الى الله تعالى في امره و رزقه و غيرهما يظهر له من نفحات قدسه و لحظات أنسه ما يقوم به أوده، و يحصل مطلوبه، و يحصل به مراده. و قد ورد في الحديث عن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) «ان الله تعالى قد تكفل لطالب العلم برزقه خاصة عما ضمنه لغيره» بمعنى ان غيره يحتاج إلى السعي على الرزق حتى يحصل غالبا، و طالب العلم لا يكلف بذلك بل بالطلب، و كفاه مؤنة الرزق ان أحسن النية و أخلص العزيمة، و عندي في ذلك من الوقائع و الدقائق ما لو جمعته بلغ ما يعلمه الله تعالى من حسن صنيع الله بي و جميل معونته، منذ اشتغلت بالعلم و هو مبادي عشر الثلاثين و تسعمائة، إلى يومي هذا، و هو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و تسعمائة و بالجملة ليس الخبر كالعيان.

و روى شيخنا المقدم

محمد بن يعقوب الكليني- بإسناده إلى الحسين بن علوان، قال: كنا في مجلس نطلب فيه العلم و قد نفدت نفقتي في بعض الاسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا: فقال: إذا و الله لا تسعف حاجتك [1] و لا يبلغك أملك، و لا تنجح طلبتك! قلت: و ما علمك رحمك الله؟ قال ان أبا عبد الله (عليه السلام): حدثني أنه قرأ في بعض الكتب: ان الله تبارك و تعالى يقول و عزتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي على عرشي، لأقطعن أمل كل مؤمل (من الناس) غيري باليأس، و لأكسونه ثوب المذلة عند الناس و لأنحينه من قربى، و لأبعدنه من فضلي، أ يؤمل


[1] اى لا تقضى.

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 18  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست