responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 3

بوائق الحدثان، و انجذام يد الدين المنيف، و خمود صيت الشرع الشريف، في كل ناحية و مكان. و تشتت أهاليه في اقاصي البلدان، بل اضمحلال الفضلاء منهم و الأعيان، حتى لقد أصبحت عرصات العلم دارسة الآثار، و منازله مظلمة الأقطار، و عفت اطلاله و معالمه، و خلت دياره و مراسمه.

خلت من أهاليها الكرام و أقفرت * * * فساحتها تبكي عليهم تلهفا

و أوحش ربع الانس بالإنس بعدهم * * * كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا

و لم تبق في ساحتها إلا قوم ببلدح عجفى. و لا من عرصاتها إلا دمنة لم تكلم من أم أوفى. و كنت ممن رمته أيدي الحوادث في الديار العجمية، و قذفته في تلك الأقطار منجنيق الرزية، على ما هي عليه من ترادف البلايا بلية اثر بلية، و اضمحلال اسم الشرع فيها بالكلية، و تلبس الأغبياء بلباس الأفاضل. و تصدر الجهلاء لافتاء المسائل. فلم تزل تترامى بي أقطارها فأطوي هناك المراحل، و أقصد اليم فتقذفني الأمواج إلى الساحل

يوما بحزوى و يوما بالعقيق و بالعذيب * * * يوما و يوما بالخليصاء

حتى انخت ركابي بدار العلم شيراز، و من الله تعالى بالإكرام فيها و الإعزاز، فبقيت فيها برهة من السنين مع جملة الأهل و البنين، في أرغد عيش و أصفاه، و أهنأ شراب و أوفاه، مشتغلا بمدارسة العلوم الدينية. و ممارسة الاخبار المعصومية، فخطر بي ذلك الخاطر القديم. و ناداني المنادي أن يا إبراهيم، فبقيت أقدم رجلا و أؤخر أخرى. و ارى ان التقديم أحق و أحرى، فكم استنهضت مطي العزم على السير فلم تساعد. و بئس السير على ذلك العير الغير المساعد. إلا اني قد أبرزت ضمن تلك المدة جملة من الرسائل في قالب التحقيق. و نمقت شطرا من المسائل على نمط أنيق و طرز رشيق، حتى عصفت بتلك البلاد ريح عاصف حتت الورق، و فرقت من عقد نظامها ما اتسق. و لعبت بها أيدي الحوادث التي لا تنيم و لا تنام، و سقت أهلها من مرير علقمها كؤوس الحمام، قتلا و سلبا و أسرا و هتكا، كأنهم

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست