responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 0  صفحه : 7

و ما إن أمهله الدهر حتى عصفت بتلك البلاد عواصف الأيام التي لا تنيم و لا تنام، ففرقت شملها، و بددت أهلها، و نهبت أموالها، و هتكت نساءها، و لعب الزمان بأحوالها، فغادرها المترجم له الى بعض القرى، و استوطن قرية (فسا) و حاكمها آنذاك الزعيم (محمد علي) فاجل الشيخ و عظمه، فصرف أوقاته كلها فيما تتوق اليه نفسه، و ما هي أمنيته من حياته، و هي المطالعة و التصنيف و التدريس، فصنف كتبا و رسائل و ابتدأ هناك بتصنيف (الحدائق الناضرة) و استمر فيه الى باب الأغسال، حتى ثار طاغية شيراز (نعيم دان خان) الثائر بها من ذي قبل في أخريات عام 1163، فنزل بتلك البلاد ايضا من حوادث الأقدار ما أوجب تشتت أهلها إلى الأقطار، و تفرق جمعها الى الصحاري و البرار، فقتل حاكمها (محمد علي) و هجم حتى على دار المترجم له و هو مريض، و نهبت أمواله و أكثر كتبه و مؤلفاته القيمة التي هي أعز عليه من نفسه و ثمرات حياته الثمينة. و فيها يقول من قصيدة تأتي:

و أعظم حسرة اضنت فؤادي * * * تفرق ما بملكي من كتاب

ففر منها مريضا بعائلته صفر اليد يجوب الجبال و القفار، حتى استقر بناحية (اصطهبانات) و لبث بها مدة يقاسي مرارات الآفات و يكابد أنواع النكبات، كما لم يزل على ذلك طيلة حياته في بلاده و اغترابه، لم تشذ عن بلدته اي بلدة لجأ إليها من (شيراز) فقرية (فسا) فناحية (اصطهبانات) فلم يستطع الفرار منها و لم يمكنه التباعد عنها، فما فر من بلية الا و مني بأعظم منها، و ما تخلص من رزية إلا و دهمته أدهى منها، فقضى حياته تتعاوره البلايا و تتعاقبه الفتن، و تحوطه المصائب و تدور عليه دوائرها، و لهذا لم يكد يوجد لشيخنا المترجم له قصيدة إلا و يذكر فيها ما عاناه من كوارث، و يعدد ما قاساه من نكبات: منها- قصيدة بعثها من اصطهبانات إلى إخوته يشكو إليهم حاله و يصف لهم ما حل به من ملمات استهلها بقوله

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 0  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست