المغفرة له والتجاوز عن معاصيه وسيئاته ، والطفل ليس عنده سـيئات ولا معاصي لكونه غير مكلف بشيء .
والصحيح أن يدعى في الصلاة على الطفل بما يدعى به في المستضعف من الدعاء للمؤمنين ، وقد تقدم أن الدعاء مقوم لصلاة الميِّت ولا صلاة من دونه .
نعم ورد في رواية زيد بن علي عن آبائه عن علي (عليه السلام) في الصلاة على الطفل أنه كان يقول : "اللّهمّ اجعله لأبويه ولنا سلفاً وفرطاً وأجراً" [1] ، إلاّ أنها ضعيفة السند وغير قابلة للاعتماد عليها من جهة المنبه بن عبدالله لعدم توثيقه في الرجال، هذا.
ولكن التأمل يقضي بصحتها ، وذلك لأن المنبه بن عبدالله وإن لم يوثق صريحاً في الرجال إلاّ أن النجاشي ذكر أنه صحيح الحديث [2] وهذا توثيق منه له بل فوقه . ولا يقاس هذا بمثل قول الصدوق في أوائل من لا يحضره الفقيه : إن ما اُورده في كتابي حجّة بيني وبين ربِّي[3] ، فانه فرق بين أن يقال : الرواية صحيحة كما في قول الصدوق وبين أن يقال : الراوي صحيح الحديث ، فان الأوّل يحتمل الاجتهاد أي بأن تكون الرواية صحيحة في نظره وهذا بخلاف الثاني ، فان كون راو صحيح الحديث إنما يكون فيما إذا كان ثقة في إخباره .
ثم إن معنى الرواية الصحيحة عندهم هو كونها حجة شرعية وليس بمعنى كون الراوي فيها عدلاً إمامياً ، فانه اصطلاح حديث نشأ عند تقسيم الرواية ، وعليه فالمنبه ابن عبدالله لا بأس بروايته .
وأمّا الحسين بن علوان الواقع في سند الرواية فقد ذكره الشيخ[4] والنجاشي[5] وله
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الوسائل 3 : 94 / أبواب صلاة الجنازة ب 12 ح 1 .