responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 423

الباب الخامس و العشرون في سبب نزول أول سورة «عبس»

روى الترمذي و حسّنه و ابن المنذر و ابن حبّان عن عائشة و عبد الرزاق و عبد بن حميد، و أبو يعلى عن أنس و ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس، و سعيد بن منصور عن أبي مالك، و ابن سعد و ابن المنذر عن الضحّاك. و عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد، أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لقي رجلا من أشراف قريش فدعاه إلى الإسلام و هو يرجو أن يسلم. قال ابن إسحاق: و هو الوليد بن المغيرة. و قال أنس و أبو مالك: أمية بن خلف. و قالت عائشة و مجاهد: كان في مجلس رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيه ناس من وجوه قريش منهم أبو جهل بن هشام و عتبة بن ربيعة و أمية بن خلف فيقول لهم: أليس حسنا ما جئت به؟ فيقولون بلى و اللَّه. و في رواية هل ترون بما أقول بأسا؟ فيقولون: لا.

فجاء ابن أمّ مكتوم الأعمى و هو مشتغل بهم فسأله و لم يدر أنه مشغول بذلك و جعل يستقرئه القرآن و يقول: يا رسول اللَّه أرشدني علّمني مما علّمك اللَّه. فشقّ ذلك على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى أضجره. و ذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر أولئك النفر و ما طمع فيه من إسلامهم، فلما أكثر على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) انصرف عن ابن أم مكتوم و تركه.

فعاتبه اللَّه تعالى في ذلك فقال‌ عَبَسَ‌ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) كلح وجهه‌ وَ تَوَلَّى‌ أعرض لأجل‌ أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‌ عبد الله ابن أم مكتوم.

قال السُّهيلي: و في ذكره إياه بالعمى من الحكمة و الإشارة اللطيفة التنبيه على موضع العتب لأنه قال: أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‌ فذكر المجي‌ء مع العمى، و ذلك كله ينبئ عن تجشّم كلفة و من تجشّم القصد إليك على ضعفه فحقّك الإقبال عليه لا الإعراض عنه. و فائدة أخرى:

و هي تعليق الحكم بهذه الصفة متى وجدت وجب ترك الإعراض، فإذا كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) معتوبا على تولّيه عن الأعمى فغيره أحقّ بالعتب.

وَ ما يُدْرِيكَ‌ يعلمك‌ لَعَلَّهُ‌ أي الأعمى أو الكافر يَزَّكَّى‌ فيه إدغام التاء في الأصل في الزاي‌ أَوْ يَذَّكَّرُ أي يتعظ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى‌ العظة المسموعة منك. و في قراءة بنصب تنفعه جواب الترجّي.

أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى‌ بالمال. فأنت له تصدّى. و في قراءة بتشديد الصاد و بإدغام الثانية في الأصل فيها، أي تقبل و تتعرّض‌ وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى‌ يؤمن‌ وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى‌ حال من فاعل جاء وَ هُوَ يَخْشى‌ اللَّه حال من فاعل يسعى و هو الأعمى. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى‌ فيه حذف التاء الأخرى في الأصل أي تتشاغل‌ كَلَّا لا تفعل مثل ذلك.

فلما نزلت هذه الآيات دعاه النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) فأكرمه، و استخلفه على المدينة ثلاث عشرة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست