responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 421

الباب الرابع و العشرون في وفد النصارى الذين أسلموا

قال ابن إسحاق: ثم قدم على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو بمكة عشرون رجلا أو قريبا من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد فجلسوا إليه فكلّموه و سألوه، و رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عما أرادوا دعاهم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى اللَّه عز و جل و تلا عليهم القرآن، فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ثم استجابوا للَّه و آمنوا به و صدّقوه و عرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره.

فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش فقالوا لهم: خيّبكم اللَّه من ركب! بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم و صدّقتموه بما قال؟! ما نعلم ركبا أحمق منكم. أو كما قالوا لهم.

فقالوا: سلام عليكم لا نجاهلكم، لنا ما نحن عليه و لكم ما أنتم عليه، لم نأل أنفسنا خيرا.

و يقال إن النفر كانوا من أهل نجران. فاللَّه أعلم أيّ ذلك كان.

فيقال: و اللَّه أعلم- إن فيهم نزلت هذه الآيات: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ‌ أي القرآن. هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ. وَ إِذا يُتْلى‌ عَلَيْهِمْ‌ القرآن‌ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ‌ موحّدين. أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ‌ بإيمانهم بالكتابين‌ بِما صَبَرُوا بصبرهم على العمل بهما وَ يَدْرَؤُنَ‌ أي يدفعون‌ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ منهم‌ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‌ يتصدقون‌ وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ الشتم و الأذى من الكفار أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ‌ سلام متاركة أي سلمتم منا من الشتم و غيره‌ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ‌ [القصص 52: 55] لا نصحبهم.

قال ابن إسحاق: و قد سألت ابن شهاب الزهري عن هؤلاء الآيات فيمن نزلن فقال لي:

ما زلت أسمع من علمائنا أنهن نزلن في النجاشي و أصحابه. و الآيات من سورة المائدة قول اللَّه عز و جل: وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‌، ذلِكَ‌ أي قرب مودتهم المؤمنين‌ بِأَنَ‌ أي بسبب أن‌ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ‌ علماء وَ رُهْباناً عبّادا وَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ‌ عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود و أهل مكة وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ‌ من القرآن‌ تَرى‌ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ‌ [المائدة 82، 83] الآيات.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست