responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 410

الباب العشرون في إرادة أبي بكر رضي الله عنه الهجرة إلى الحبشة و إلى المدينة

قالت عائشة رضي اللَّه عنها: لم أعقل أبويّ قط إلا و هما يدينان الدّين، و لم يمرّ علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في النهار بكرة و عشية، فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدّغنّة و هو سيّد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي عز و جل- فقال ابن الدغنّة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج [و لا يخرج‌] إنك تكسب المعدوم و تصل الرحم و تحمل الكلّ و تقري الضيف و تعين على نوائب الحقّ، فأنا لك جار فارجع و اعبد ربّك ببلدك.

و كان مع أبي بكر الحارث بن خالد، فقال أبو بكر: فإن معي رجلا من عشيرتي. فقال له ابن الدغنة: دعه فليمض لوجهه و ارجع أنت إلى عيالك. فقال له أبو بكر: فأين حق المرافقة؟ فقال الحارث: أنت في حلّ فامض فإني سأمضي لوجهي مع أصحابي. فمضى حتى صار إلى الحبشة.

فرجع أبو بكر و ارتحل معه ابن الدغنّة فطاف ابن الدغنة في أشراف كفار قريش فقال: إن أبا بكر لا يخرج مثله أ تخرجون رجلا يكسب المعدوم و يصل الرحم و يحمل الكلّ و يقري الضيف و يعين على نوائب الحق؟! فلم تكذّب قريش بجوار ابن الدغنة. و في رواية: فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة و آمنوا أبا بكر و قالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربّه في داره و ليصلّ فيها و ليقرأ ما شاء و لا يؤذينا بذلك و لا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا و أبناءنا. فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر.

فلبث أبو بكر كذلك يعبد ربه في داره و لا يستعلن بصلاته و لا يقرأ في غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلّي فيه فيتقصّف عليه نساء المشركين و أبناؤهم يعجبون منه و ينظرون إليه، و كان أبو بكر رجلا بكّاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين و أرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة و القراءة، و إنا قد خشينا أن يفتن نساءنا و أبناءنا فأته فإن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، و إن أبي إلا أن يعلن بذلك فسله أن يردّ عليك ذمّتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك و لسنا مقرّين لأبي بكر الاستعلان.

فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست