responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 394

قتلتم أباه بالأمس و أقتله اليوم؟ بل أخرجه من بلادكم. فخرجوا به فوقفوه في السوق و باعوه من تاجر من التجار بستمائة درهم أو بسبعمائة درهم، فرفعه في سفينة فانطلق به، فلما كان العشاء هاجت سحابة من سحائب الخريف فخرج عمه يتمطّر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته ففزعوا إلى ولده فإذا هم محمقون ليس في أحد منهم خير، فمرج أمر الحبشة. فقال بعضهم لبعض: تعلمون و اللَّه إن ملككم الذي يصلح أمركم الذي بعتم بالغداة، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه قبل أن يذهب. فخرجوا في طلبه فأدركوه فردّوه فعقدوا عليه التاج و أجلسوه على سريره و ملكوه، فقال التاجر: ردّوا عليّ مالي كما أخذتم غلامي فقالوا: لا نعطيك. فقال التاجر: و اللَّه لأكلمنّه فمشى إليه فكلّمه فقال: أيها الملك إني ابتعت غلاما فقبض ثمنه الذين باعونيه ثم عدوا على غلامي فنزعوه من يدي و لم يردّوا عليّ مالي، فكان أول ما خبر من صلابة حكمه أن قال: لتردّن عليه ماله أو ليجعلن يد غلامه في يده فيذهب به حيث شاء. فقالوا: بل نعطيه ماله فأعطوه ماله.

فلذلك يقول: «ما أخذ اللَّه مني الرشوة فآخذ الرشوة فيه حين ردّ عليّ ملكي و ما أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه».

فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي في أحسن جوار و تعجّل عبد اللَّه بن مسعود فرجع إلى مكة، فلما سمع المسلمون بمهاجرة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة رجع منهم ثلاثة و ثلاثون رجلا و من النساء ثماني نسوة، فمات منهم رجلان بمكة و شهد بدرا منهم أربعة و عشرون رجلا. كما سيأتي بيان ذلك هناك. و اللَّه تعالى أعلم.

كتاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى النجاشي‌

روى البيهقي عن ابن إسحاق قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرو بن أمية الضّمريّ إلى النجاشيّ في جعفر بن أبي طالب و أصحابه و كتب معه كتابا فيه: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم.

من محمد رسول اللَّه إلى النجاشي الأصحم. سلام عليك فإني أحمد إليك اللَّه الملك القدّوس المؤمن المهيمن، و أشهد أن عيسى ابن مريم روح اللَّه و كلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه و نفخه كما خلق آدم بيده و نفخه، و إني أدعوك إلى اللَّه وحده لا شريك له و الموالاة على طاعته، و أن تتبعني و تؤمن بي و بالذي جاءني فإني رسول اللَّه، و قد بعثت إليك ابن عمي جعفر بن أبي طالب و معه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فأقرّهم ودع التجبر فإني أدعوك و جنودك إلى اللَّه و قد بلّغت و نصحت فاقبلوا نصيحتي. و السلام على من اتبع الهدى».

فكتب إليه النجاشي: إلى محمد رسول اللَّه من النجاشي الأصحم ابن الأبجر. سلام‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست