responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 393

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى و اللفظ لأبي الفرج قال: و كان اللَّه سبحانه و تعالى قد ألقى العداوة بين عمرو و عمارة في مسيرهما قبل أن يقدما على النجاشي، و ذلك أن عمرا كان رجلا دميما و معه امرأته، و كان عمارة رجلا جميلا، فهوي امرأة عمرو و هويته، فعزما على دفع عمرو في البحر فدفع عمارة عمرا في البحر فسبح عمرو و نادى أصحاب السفينة فأخذوه فرفعوه إلى السفينة- فأضمرها عمرو في نفسه و لم يبدها لعمارة، بل قال لامرأته: قبّلي ابن عمك عمارة لتطيب بذلك نفسه. فلما أتيا أرض الحبشة و ردّهما اللَّه تعالى خائبين مكر عمرو بعمارة فقال له: أنت امرؤ جميل و هن النساء يحببن الجمال، فتعرّض لامرأة النجاشي فلعلها أن تشفع لنا عند الملك في قضاء حاجتنا. ففعل عمارة و تكرّر تردده إلى امرأة النجاشي و أخذ عطرا من عطرها، فلما رأى عمرو ذلك أتى الملك فذكر له أمر عمارة، فأدركت الملك عزة الملك و قال: لولا أنه جاري لقتلته، و لكن سأفعل له ما هو شر من القتل. فدعا بالسّواحر فأمرهن أن يسحرنه فنفخن في إحليله نفخة طار منها هائما على وجهه حتى لحق بالوحوش بالجبال، فكان إذا رأى آدميّا ينفر منه، و كان ذلك آخر العهد به إلى زمن عمر بن الخطاب، فجاء ابن عمه عبد الله بن أبي ربيعة إلى عمر بن الخطاب و استأذنه في المسير إليه لعله يجده، فأذن له عمر، فسار عبد الله إلى أرض الحبشة فأكثر النّشدة عنه و الفحص عن أمره حتى أخبر أنه في جبل كذا يرد مع الوحوش إذا وردت و يصدر معها إذا صدرت، فسار إليه فكمن له في طريقه إلى الماء فإذا هو قد غطّاه شعره و طالت أظافره و تمزقت عنه ثيابه حتى كأنه شيطان، فقبض عليه عبد الله و جعل يذكّره بالرّحم و يستعطفه و هو ينتفض منه و هو يقول أرسلني يا بجير أرسلني يا بجير و أبى عبد الله أن يرسله حتى مات بين يديه.

قال الزهري: فحدثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال: أ تدري ما قوله: «ما أخذ اللَّه الرشوة منيّ فآخذ الرشوة فيه و لا أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه؟» فقلت: لا. قال عروة: فإن عائشة حدثتني أن أباه كان ملك قومه و كان له أخ له من صلبه اثنا عشر رجلا و لم يكن لأبي النجاشي ولد غير النجاشي، فأدارت الحبشة رأيها بينها فقالوا: لو أنّا قتلنا أبا النجاشي و ملّكنا أخاه فإن له اثني عشر رجلا من صلبه فتوارثوا الملك لبقيت الحبشة عليهم دهرا طويلا لا يكون بينهم اختلاف، فعدوا عليه فقتلوه و ملّكوا أخاه. فمكثوا على ذلك حينا و نشأ النجاشيّ مع عمه فلا يدبّر أمر عمه غيره، و كان النجاشي حازما لبيبا من الرجال، فلما رأت الحبشة مكانه من عمه قالوا: قد غلب هذا الغلام على أمر عمه فما نأمن من أن يملّكه علينا، و قد عرف أنا قتلنا أباه، فلئن فعل لم يدع منا شريفا إلا قتله، فكلّموه فيه فليقتله أو ليخرجه من بلادنا.

فمشوا إلى عمه فقالوا: قد رأينا مكان هذا الغلام منك، و قد عرفت أنا قتلنا أباه و جعلناك مكانه، و إنا لا نأمن من أن يملّك علينا فيقتلنا، فإما أن تقتله و إما أن تخرجه من بلادنا. قال: و يحكم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست