responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 338

الباب العاشر في أسئلة المشركين رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أنواعا من الآيات و خرق العادات على وجه العناد لا على وجه الهدى و الرشاد

فلهذا لم يجابوا إلى كثير مما سألوا لعلم اللَّه سبحانه و تعالى أنهم لو عاينوا أو شاهدوا ما أرادوا لاستمروا في طغيانهم يعمهون و لظلّوا في غيهم و ضلالهم يتردّدون، فقد كانوا رأوا من دلائل النبوة ما فيه شفاء لمن أنصف.

قال اللَّه تعالى: أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى‌ عَلَيْهِمْ‌ [العنكبوت 51].

و في هذا المعنى قيل:

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة* * * كانت بداهته تنبيك بالخبر

قال اللَّه تعالى: لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‌ كما طلبوا وَ حَشَرْنا جمعنا عليهم‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ طلبوه‌ قُبُلًا بكسر القاف و فتح الباء أي معاينة، فنصبه مصدر في موضع الحال، و بضمها جمع قبيل أي فوجا فوجا، فنصبه حال من كلّ و إن كان نكرة نافية من العموم، أي: و لو جئناهم بالملائكة قبيلا قبيلا و بما طلبوا و رأوا ذلك معاينة ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ استثناء منقطع أو متصل أي ما كانوا ليؤمنوا إلا في حال مشيئة اللَّه‌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ‌ أي الكفار يَجْهَلُونَ‌. فيحلفون أنهم يؤمنون عند نزول الآيات. أو المؤمنون يجهلون أن الكافرين لا يؤمنون فيطلبون نزول الآيات ليؤمنوا.

قال في الرّوض: و كان سؤالهم تلك الآيات جهلا منهم بحكمة اللَّه تعالى في امتحانه الخلق و تعبّدهم بتصديق الرسل و أن يكون إيمانهم عن نظر و فكر في الأدلة، فيقع الثواب على حسب ذلك، و لو كشف الغطاء و حصل لهم العلم الضروري لطلب الحكمة التي من أجلها يكون الثواب و العقاب إذ لا يؤجر الإنسان على ما ليس من كسبه كما لا يؤجر على ما خلق فيه من لون و شعر و نحو ذلك، و إنما أعطاهم من الدليل ما يقتضي النظر فيه العلم الكسبي.

و روى ابن إسحاق و ابن جرير و البيهقي عن ابن عباس‌ [1] أن أشراف قريش من كل قبيلة اجتمعوا عند غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلّموه و خاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه فجاءهم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سريعا، و هو يظن أن‌




[1] ذكره السيوطي في الدر 4/ 202 و عزاه لابن جرير و ابن إسحاق و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ذكر ابن جرير في التفسير 15/ 110.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست