responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 319

الباب الخامس في سبب دخول النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) دار الأرقم بن أبي الأرقم و استخفاء المسلمين حال عبادتهم ربهم تبارك و تعالى‌

دخل النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) دار الأرقم بن أبي الأرقم يعبد اللَّه تعالى فيها سرّا من قومه، و دخل معه جماعة حتى تكامل المسلمون أربعين رجلا و كان آخرهم عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه، فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا فلما أسلم عمر

قال: يا رسول اللَّه علام نخفي ديننا و نحن على الحق و يظهر دينهم و هم على الباطل؟ فقال: يا عمر إنا قليل. فقال عمر:

فو الذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا أظهرت فيه الإيمان.

و سيأتي بسط ذلك في إسلام عمر رضي اللَّه تعالى عنه.

روى الحافظ أبو الحسن سليمان بن خيثمة الأطرابلسي عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: لمّا اجتمع أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و كانوا ثمانية و ثلاثين رجلا ألحّ أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل.

فلم يزل أبو بكر يلحّ حتى ظهر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و تفرّق المسلمون في نواحي المسجد كلّ رجل في عشيرته، و قام أبو بكر في الناس خطيبا و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، جالس فكان أول خطيب دعا إلى الله و إلى رسوله (صلّى اللّه عليه و سلم) و ثار المشركون على أبي بكر و على المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا، و وطئ أبو بكر و ضرب ضربا شديدا، و دنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين و يحرّقهما لوجهه من على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه، و جاءت بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر و حملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله و لا يشكّون في موته ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد و قالوا: و اللَّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة. فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة و بنو تيم يكلّمون أبا بكر حتى أجاب فتكلم في آخر النهار فقال: ما فعل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟ فمسّوا منه بألسنتهم و عذلوه و قالوا لأمه أم الخير انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه. فلما خلت به ألحّت عليه و جعل يقول: ما فعل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟ فقالت: و اللَّه ما لي علم بصاحبك فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه. فخرجت حتى جاءت أمّ جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر و لا محمد بن عبد الله و إن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك. فقالت: نعم. فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا فدنت أمّ جميل و أعلنت بالصياح و قالت: و اللَّه إنّ قوما نالوا هذا منك لأهل فسق و كفر و إني لأرجو أن ينتقم اللَّه منهم. قال: فما فعل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟ قالت: هذه أمك تسمع. قال: فلا شي‌ء عليك‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست