جماع أبواب بعض الأمور الكائنة بعد بعثته (صلّى اللّه عليه و سلم)
الباب الأول في تعليم جبريل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الوضوء و الصلاة
عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي اللَّه تعالى عنهما أن جبريل أتى النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) في أول ما أوحي إليه فأراه الوضوء و الصلاة، فلما فرغ من الوضوء حثى حفنة من الماء فنضح بها فرجه.
رواه الإمام أحمد و الدارقطني من طريق رشدين بن سعد و هو ضعيف، عن عقيل عن قرّة، عن عروة، عن أسامة. و الحارث بن أبي أسامة، و الدارقطني من طريق ابن لهيعة و هو ضعيف، عن عقيل، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه فذكره، و رواه الطبراني في الأوسط عن عقيل عن الزهري به. فينظر فيمن دون عقيل فإن كانوا ثقات فالحديث سنده جيد.
و رواه أبو نعيم من طريق النضر بن سلمة و هو ضعيف، عن عائشة. و رواه أبو نعيم و البيهقي من طريق [يزيد بن رومان] عن عروة بن الزبير، فذكر مجيء جبريل (عليه السلام) و حديث البعث، و في آخره: ففتح جبريل عينا من ماء فتوضأ و محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) ينظر إليه فغسل وجهه و يديه إلى المرفقين و مسح برأسه و غسل رجليه إلى الكعبين ثم نضح فرجه و سجد سجدتين مواجهة البيت ففعل محمد كما رأى جبريل يفعل.
و رواه أبو نعيم من طريق [يزيد بن رومان] عن الزهري عن عروة عن عائشة.
و هذه الطرق يقوّي بعضها بعضا. و يدل على أن للقصة أصلا.
و قد ذكر القصة ابن إسحاق و رواه البلاذريّ عن الزهري و قتادة و الكلبي و محمد بن قيس قالوا: إن جبريل علّم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الوضوء و الصلاة و اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ أتاه و هو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له منه عين فتوضأ جبريل و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ينظر إليه ليريه كيف الطّهور للصلاة، ثم توضأ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كما رأى جبريل يتوضأ، ثم أقام به جبريل فصلى به.
و في حديث عائشة السابق أنه صلى به ركعتين نحو الكعبة و استقبل الحجر الأسود.