responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 292

الباب الخامس عشر في مثله و مثل الأنبياء من قبله‌

روى الإمام أحمد و الشيخان و البيهقي عن أبي هريرة، و الإمام أحمد و مسلم عن أبي سعيد الخدري، و الإمام أحمد و الشيخان عن جابر بن عبد الله، و الإمام أحمد و الترمذي و صحّحه عن أبيّ بن كعب رضي اللَّه تعالى عنهم، أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «إن مثلي و مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه و أجمله و أتمّه إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يدخلون و يطوفون و يتعجبون له و يقولون: لولا موضع اللبنة. و في لفظ: يقولون له:

هلّا وضعت هذه اللبنة فيتمّ بنيانك، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة، جئت فختمت الأنبياء»

[1].

قال الحافظ: إن قيل المشبّه به واحد و المشبّه جماعة، فكيف صح التشبيه؟

و جوابه: أنه جعل الأنبياء كلّهم كرجل واحد، لأنه لا يتم ما أراد من التشبيه إلا باعتبار الكل، و كذلك الدار لا تتم إلا باجتماع البنيان. و يحتمل أن يكون من التشبيه التمثيليّ، و هو أن يؤخذ وصف من أوصاف المشبّه و يشبّه بمثله من أحوال المشبّه به، فكأنه شبّه الأنبياء و ما بعثوا به من إرشاد الناس ببيت أسّست قواعده و رفع بنيانه و بقي منه موضع به يتم صلاح ذلك البيت، فنبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث لتتميم مكارم الأخلاق، كأنه هو تلك اللبنة التي بها إصلاح ما بقي من الدار.

و زعم ابن العربي أن اللبنة المشار إليها كانت في رأسّ الدار المذكورة، و أنها لولا وضعها لا نقضت تلك الدار. قال: و بهذا يتم المراد من التشبيه المذكور انتهى.

و هذا إن كان منقولا فحسن، و إلا فليس بلازم. نعم ظاهر السياق أن تكون اللبنة في مكان يظهر عدم الكمال في الدار بفقدها، و قد وقع في رواية همّام عند مسلم: «إلا موضع لبنة في زاوية من زواياها» فظهر أن المراد أنها مكمّلة محسّنة و إلا لاستلزم أن يكون الأمر بدونها كان ناقصا، و ليس كذلك فإن شريعة كلّ نبيّ بالنسبة إليه كاملة، فالمراد هنا النظر إلى الأكمل بالنسبة إلى الشريعة المحمدية، مع ما تقدم من الشرائع الكاملة.


[1] أخرجه البخاري 5/ 24 (3534) و مسلم 4/ 1790 (23- 2287).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست