responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 189

أخيك. قلت: قد رأيت، فهل لك أن تؤمن به. قال: لا أومن به حتى أرى الخيل في كداء.

قلت: ما تقول؟! قال: كلمة جاءت على فمي، إلا أني أعلم أن اللَّه لا يترك خيلا تطلع على كداء.

قال العباس: فلما فتح رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مكة و نظرنا إلى الخيل قد طلعت من كداء قلت:

يا أبا سفيان تذكر تلك الكلمة؟ قال: إي و اللَّه إني لأذكرها.

كداء: كسحاب: الثنيّة العليا بأعلى مكة عند المقبرة، لا تنصرف. و قال النووي:

و يجوز الصرف على إرادة الموضع.

خبر أمية عن بعض أحبار الشام‌

روى البيهقي و أبو نعيم و اللفظ له عن أبي سفيان بن حرب قال: خرجت أنا و أمية بن أبي الصلت تجارا إلى الشام فقال: هل لك في عالم من علماء النصارى إليه انتهى علم الكتاب نسأله. قلت له: لا أرب لي فيه. فذهب ثم رجع فقال: إني جئت هذا العالم فسألته عن أشياء ثم قلت: أخبرني عن هذا النبي الذي ينتظر. فقال: هو رجل من العرب قلت: من أيّ العرب؟

قال: من أهل بيت يحجّه العرب من إخوانكم من قريش. قلت: صفه لي. قال: رجل شابّ حين دخل في الكهولة، بدء أمره يجتنب المظالم و المحارم و يصل الرّحم و يأمر بصلتها، و هو محوج كريم الطرفين متوسّط في العشيرة أكثر جنده الملائكة. قلت ما آية ذلك؟ قال: قد رجفت الشام بعد عيسى ابن مريم صلى اللَّه عليهما و سلم ثلاثين رجفة كلها مصيبة، و بقيت رجفة عامة فيها مصائب. قال أبو سفيان: فقلت: هذا و اللَّه الباطل. فقال أمية: و الذي حلفت به إن هذا لهكذا.

ثم خرجنا فإذا راكب من خلفنا يقول: أصاب أهل الشام بعدكم رجفة دمرت أهلها و أصابتهم فيها مصائب عامة. قال أبو سفيان: فأقبل عليّ أمية فقال: كيف ترى قول النصراني؟

قلت: أرى و اللَّه إنه حق.

و قدمت مكة فقضيت ما معي ثم انطلقت حتى جئت اليمن تاجرا فمكثت بها خمسة أشهر، ثم قدمت مكة فجاء الناس يسلّمون عليّ و يسألون عن بضائعهم ثم جاءني محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) فسلّم علي و رحب بي و سألني عن سفري و مقام و لم يسألني عن بضاعته، ثم قال: فقلت لهند: و اللَّه إنّ هذا ليعجبني! ما من أحد من قريش له معي بضاعة إلا و قد سألني عنها ما سألني هذا عن بضاعته. قالت: و ما علمت بشأنه؟ إنه يزعم أنه رسول اللَّه. فوقذتني. و ذكرت قول النصراني: قلت: لهو أعقل من أن يقول هذا. قالت: بلى و اللَّه إنه يقول ذلك.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست