و حكى الأزرقي قولا أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لما بنيت الكعبة كان غلاما.
قال الحافظ: و لعل عمدته ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزّهري قال: لما بلغ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الحلم أجمرت امرأة الكعبة شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت فذكر القصة.
و روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن مجاهد أن ذلك قبل المبعث بخمس عشرة سنة و كذا رواه ابن عبد البرّ من طريق محمد بن جبير و به جزم موسى بن عقبة في مغازيه. و الذي جزم به ابن إسحاق أن بنيان قريش كان قبل المبعث بخمس سنين. قال الحافظ: و هو أشهر قال: و يمكن الجمع بينهما بأن يكون الحريق تقدّم وقته على الشروع في البناء. و قيل: ابن خمس و عشرين، و غلّط قائله.
الثاني: في بيان غريب ما سبق.
تجمرها [1]: بضم المثناة الفوقية و إسكان الجيم و كسر الميم يقال أجمر و جمّر لغتان، أي تبخّرها.
شرارة: واحدة الشّرار و هو ما يتطاير من النار. و كذا واحدة الشّرر: شررة. المجمرة:
بفتح الميم الأولى.
دويك: تصغير ديك. مليح: بضم الميم و فتح اللام و بالحاء المهملة.