responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 172

و روى ابن سعد و أبو نعيم عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما، قال: لما وضع رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الركن ذهب رجل من أهل نجد ليناول النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) حجرا يشد به الركن فقال العباس: لا. و ناول العباس رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حجرا فشدّ به الركن فغضب النجدي و قال: وا عجبا لقوم أهل شرف و عقول و أموال عمدوا إلى رجل أصغرهم سنا و أقلّهم مالا فرأسوه عليهم في مكرمتهم و حرزهم كأنهم خدم له! أما و اللَّه ليفرّقنهم شيعا و ليقسمن بينهم حظوظا و جدودا.

فيقال إنه إبليس- زاد غيره: فكاد يثير شرا فيما بينهم ثم سكنوا.

و قال هبيرة بن أبي وهب المخزوميّ حين جعلت قريش رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حكما:

تشاجرت الأحياء في فصل خطّة* * * جرت طيرهم بالنّحس من بعد أسعد

تلاقوا لها بالبغض بعد مودّة* * * و أوقد نارا بينهم شرّ موقد

فلمّا رأينا الأمر قد جدّ جدّه‌* * * و لم يبق شي‌ء غير سلّ المهنّد

رضينا و قلنا العدل أوّل طالع‌* * * يجي‌ء من البطحاء عن غير موعد

فلم يفجنا إلّا الأمين محمّد* * * فقلنا رضينا بالأمين محمّد

بخير قريش كلّها أمر ديمة* * * و في اليوم مع ما يحدث اللَّه في الغد

فجاء بأمر لم ير النّاس مثله‌* * * أعمّ و أرضى في العواقب و البدي‌

أخذنا بأكناف الرّداء و كلّنا* * * له حصّة من رفعه قبضة اليد

فقال ارفعوا حتّى إذا ما علت به‌* * * أكفّ إليه فسرّ في خير مسند

و كان رضينا ذاك عنه بعينه‌* * * و أعظم به من رأى هاد و مهتد

لتلك يد منه علينا عظيمة* * * يروح بها ركب العراق و يغتدي‌

و لما بنت قريش الكعبة جعلت ارتفاعها من خارجها من أعلاها إلى الأرض ثمانية عشر ذراعا، منها تسعة أذرع زائدة على طولها حين عمرها الخليل (صلّى اللّه عليه و سلم) و اقتصروا من عرضها أذرعا جعلتها في الحجر لقصر النفقة الحلال التي أعدّوها لعمارة الكعبة عن إدخال ذلك فيها، و رفعوا بابها ليدخلوا من شاءوا و يمنعوا من شاءوا، و جعلوا في داخلها ستّ دعائم في صفين، ثلاث في كل صف من الشّق الذي يلي الحجر إلى الشق اليماني و جعلوا في ركنها الشامي من داخلها درجة يصعد منها إلى سطحها و جعلوه مسطّحا و جعلوا فيه ميزابا يصبّ في الحجر.

تنبيهات‌

الأول: اختلف في سن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حينئذ.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست