responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 154

الباب الحادي عشر في شهوده (صلّى اللّه عليه و سلم) حلف الفضول‌

كان هذا الحلف في ذي القعدة قبل المبعث بعشرين سنة منصرف قريش من الفجار و لرسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يومئذ عشرون سنة. و كان أكرم حلف سمع به و أشرفه في العرب.

و كان أول من تكلم به و دعا إليه الزبير بن عبد المطلب عم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم). و كان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاصي بن وائل السّهمي و كان ذا قدر و شرف بمكة فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيديّ الأحلاف عبد الدار و مخزوما و جمحا و سهما فأبوا أن يعينوا الزبيدي على العاصي بن وائل و زبروه و نهروه فلما رأى الزبيدي الشرّ رقى على أبي قبيس عند طلوع الشمس و قريش في أنديتهم حول الكعبة فقال بأعلى صوته:

يا آل فهر لمظلوم بضاعته‌* * * ببطن مكّة نائي الدّار و النّفر

و محرم أشعث لم يقض عمرته‌* * * يا للرّجال و بين الحجر و الحجر

إنّ الحرام لمن تمّت مكارمه‌* * * و لا حرام لثوب الفاجر الغدر

[1].

فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب و قال أ لهذا مترك؟ فاجتمعت هاشم و زهرة و تيم في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما فحالفوا في القعدة في شهر حرام قياما فتعاقدوا و تعاهدوا ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بلّ بحر صوفة و ما رسا حراء و ثبير مكانهما، و على التآسي في المعاش. فسمّت قريش ذلك الحلف حلف الفضول.

و قالوا: لقد دخل هؤلاء في فضول من الأمر. ثم مشوا إلى العاصي بن وائل. فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه.

و روى ابن إسحاق عن طلحة بن عبيد الله و ابن سعد و البيهقي عن جبير بن مطعم رضي اللَّه تعالى عنهما قالا قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحبّ أن لي به حمر النّعم و لو دعي به في الإسلام لأجبت»

[2].

و روى البيهقي عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيّبين شهدته مع عمومتي و ما أحب أن لي به حمر النعم و أني كنت نقضته.

قال بعض رواته: و المطيبون هاشم و زهرة و مخزوم.


[1] الروض الأنف 1/ 156.

[2] أخرجه البيهقي 6/ 167 و ذكره ابن كثير في البداية و النهاية 2/ 291.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست