نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 2 صفحه : 341
(1) مندة الأصبهاني، قال: حدّثنا بكر بن بكار، قال: حدّثنا حمزة بن حبيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ قال نزلت في أبي طالب: كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و يتباعد عما جاء به [5].
كذا جاء عن ابن عباس أيضا في تفسير القرطبي (6: 405)، و تابع بقوله: و قال أهل السير: كان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قد خرج إلى الكعبة يوما و أراد أن يصلي، فلما دخل في الصلاة قال أبو جهل- لعنه اللّه-: من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته. فقام ابن الزّبعرى فأخذ فرثا و دما فلطّخ به وجه النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فانفتل النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من صلاته، ثم أتى أبا طالب عمّه فقال: «يا عمّ ألا ترى إلى ما فعل بي» فقال أبو طالب: من فعل هذا بك؟ فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): عبد اللّه بن الزّبعرى، فقام أبو طالب و وضع سيفه على عاتقه و مشى معه حتى أتى القوم، فلما رأوا أبا طالب قد أقبل جعل القوم ينهضون، فقال أبو طالب:
و اللّه لئن قام رجل لجلّلته بسيفي فقعدوا حتى دنا إليهم، فقال: يا بنيّ من الفاعل بك هذا؟ فقال:
«عبد اللّه بن الزّبعرى»، فأخذ أبو طالب فرثا و دما فلطّخ به وجوههم و لحاهم و ثيابهم و أساء لهم القول، فنزلت هذه الآية: وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «يا عمّ نزلت فيك آية» قال: و ما هي؟ قال: «تمنع قريشا أن تؤذيني و تأبى أن تؤمن بي» فقال أبو طالب.
و اللّه لن يصلوا إليك بجمعهم* * * حتّى أوسّد في التّراب دفينا
فأصدع بأمرك ما عليك غضاضة* * * و ابشر بذاك و قرّ منك عيونا
و دعوتني و زعمت أنك ناصحي* * * فلقد صدقت و كنت قبل أمينا
و عرضت دينا قد عرفت بأنّه* * * من خير أديان البريّة دينا
لو لا الملامة أو حذار مسبّة* * * لوجدتني سمحا بذاك يقينا
فقالوا، يا رسول اللّه هل تنفع أبا طالب نصرته؟ قال: «نعم دفع عنه بذاك الغلّ و لم يقرن مع الشياطين و لم يدخل في جبّ الحيّات و العقارب إنما عذابه في نعلين من نار [في رجليه] يغلى منهما دماغه في رأسه و ذلك أهون أهل النار عذابا». و أنزل اللّه على رسوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ.
و في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لعمه: «قل لا إله إلا اللّه أشهد لك بها يوم القيامة» قال: لو لا تعيّرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك،
فأنزل اللّه تعالى: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ» كذا الرواية المشهورة «الجزع» بالجيم و الزاي و معناه الخوف. و قال أبو عبيد: «الخرع» بالخاء المنقوطة و الراء المهملة.
[قال] يعني الضّعف و الخور، و في صحيح مسلم أيضا عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «أهون
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 2 صفحه : 341