responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 64

يا بحيرا! ما كنت تصنع بنا هذا، فما شأنك اليوم؟ قال: إني أحببت أن أكرمكم و لكم حق، فاجتمعوا إليه و تخلف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من بين القوم لحداثة سنّه- ليس في القوم أصغر منه- في رحالهم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرى إلى القوم فلم ير الصفة التي يعرف، و لا يجد لها عنده، و جعل ينظر فلا يرى الغمامة على أحد من القوم، و يراها مختلفة على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، قال بحيرى: يا معشر قريش! لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي، قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنّا في رحالهم، فقال: أدعوه فليحضر طعامي، فما أقبح أن تحضروا و يتخلف رجل واحد، مع أني أراه من أنفسكم، فقال القوم: هو و اللَّه أوسطنا نسبا، و هو ابن أخي هذا الرجل- يعنون أبا طالب- و هو من ولد عبد المطلب، فقال:

الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف: و اللَّه إن كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه و أقبل به حتى أجلسه على الطعام، و الغمامة تسير على رأسه، و جعل بحيرى يلحظه لحظا شديدا، و ينظر إلى أشياء في جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، فلما تفرقوا عن طعامهم،

قام إليه الراهب فقال:

يا غلام! أسألك باللات و العزى ألا أخبرتني عما أسألك، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم):

لا تسلني باللات و العزى، فو اللَّه ما أبغضت شيئا بغضهما، قال فباللَّه إلا أخبرتني عما أسألك عنه، قال: سلني عما [بدا لك، فجعل‌] [1] يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه، فجعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يخبره فيوافق ذلك ما عنده، تم جعل ينظر بين عينيه، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده، قال: فقبّل موضع الخاتم، و قالت قريش: إن لمحمد عند هذا الراهب لقدرا .. و ذكر الحديث [2].


[1] زيادة للسياق من (طبقات ابن سعد).

[2] (سيرة ابن هشام): 1/ 319- 322، قصة بحير، (طبقات ابن سعد): 1/ 153- 155، (دلائل أبي نعيم): 1/ 168 حديث رقم (108) باب ذكر خروج رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى الشام في المرة الأولى، و ما اشتمل عليه ذلك من الدلائل المتقدمة لنبوته و هو ابن عشر سنين، (تاريخ الإسلام للذهبي): جزء السيرة النبويّة باب سفره مع عمه ص 58- 60، (دلائل البيهقي):

2/ 24- 25، (سنن الترمذي): كتاب المناقب باب (3) ما جاء في بدء نبوة النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حديث رقم (3620) و قال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست